الانتماء الحضاري و التواصل مع الآخر من خلال الترجمة

Authors: 
حسين تروش
Abstract: 

يعتبر محمد بن أبي شنب من أوائل العلماء الذين سعوا إلى التواصل مع الغرب ، رغم أن الجزائر كانت تعيش تحت وطأة الاحتلال الغاشم من قبل فرنسا ، و سعيه هذا لا ينتقص من وطنيته في شيء بل يزيدها شرفا ، لأن هذا العالم الفذ وعى في تلك المرحلة المتقدمة من تاريخ الجزائر أن بلاده في حاجة إلى التعريف بثقافتها و تاريخها . و انطلاقا من هذه الفكرة فتح ابن أبي شنب عدة قنوات للتواصل مع الآخر أهمها الترجمة التي تعتبر أهم وسيلة للتحاور بين اللغات ، خاصة إذا علمنا أن ابن أبي شنب كان يتقن أهم لغات أوربا كالإنجليزية و الفرنسية و الأسبانية و الإيطالية ، فقد عمل هذا العالم العظيم على ترجمة أهم المصنفات العربية القيمة إلى اللغة الفرنسية ليحقق التواصل الثقافي على كلا الجانبين . و أما الدراسات التي ترجمها فقد كانت بحوثا أكاديمية دقيقة بحث فيها ابن أبي شنب تأثير الأدب العربي في الآداب الأجنبية ليظهر للآخر قيمة هذه الآداب ، و التي كانت هادية للأدب الغربي في العصور الوسطى كتأثير رسالة الغفران لأبي العلاء المعري في الكوميديا الإلهية لدانتي . و من خلال أعماله العظيمة استطاع ابن أبي شنب أن يحقق تواصلا ثقافيا يربط بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط.