هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على واقع تدريس الموسيقى والأناشيد في المرحلة الأساسية في فلسطين, وكذلك هدفت الدراسة إلى تحديد أثر متغيرات الجنس, والخبرة, والمؤهل العلمي, وعدد المدارس التي يدرس بها معلم الموسيقى على هذا الواقع.
أما مجتمع الدراسة فقد تكون من جميع معلمي الموسيقى والأناشيد في المرحلة الأساسية في فلسطين, والبالغ عددهم (57) معلما, موزعين على جميع مديريات التربية والتعليم في محافظات الوطن: القدس (العاصمة), رام الله والبيرة, سلفيت, نابلس, قلقيلية, طولكرم, جنين, أريحا, بيت لحم, الخليل, غزة, شمال غزة, خان يونس, ورفح, وقد استخدم الباحث الأسلوب المسحي بصورته الوصفية, عن طريق استبانة وزعت على جميع معلمي الموسيقى والأناشيد في المدارس الحكومية في فلسطين, حيث تم استرجاع (53) استبانة منها. ولتحقيق أغراض الدراسة قام الباحث ببناء وتطوير أداتها, والتي اشتملت على (41) فقرة, موزعة على عدة مجالات. ولقياس صدق وثبات الاستبانة, قام الباحث بعرض الاستبانة على لجنة من المحكمين تكونت من سبعة محكمين وبعد موافقتهم على محتواها, اعتبرت الأداة صادقة, أما الثبات فقد استخدم الباحث طريقة الاتساق الداخلي كرونباخ- ألفا, وقد ظهر معامل الثبات الكلي (0.93), أما المعالجة الإحصائية فقد استخدم الباحث فيها المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والنسب المئوية والتي أظهرت النتائج التالية:أن مجال الإجراءات التي يقوم بها معلمو الموسيقى والأناشيد من أجل تدريس المادة حصل على أعلى درجة موافقة وكانت درجة الموافقة عليه كبيرة, أما باقي المجالات فقد كانت درجة الموافقة عليها ما بين متوسطة, كمجال الأساليب التي يتبعها معلمو الموسيقى في تدريس المادة, وقليلة على مجال الوسائل التكنولوجية المعينة المستخدمة في تدريس الموسيقى, والإجراءات التي قامت بها وزارة التربية والتعليم من أجل تأهيل معلمي الموسيقى والأناشيد, وقليلة جدا على مجالي الأسباب الكامنة وراء تدريس الموسيقى والأناشيد, والصعوبات التي يعاني منها معلمو الموسيقى والأناشيد في المدارس الحكومية في فلسطين كما وأظهرت النتائج تفوقا لصالح المعلمين الذكور في كافة المجالات تبعاً لمتغير الجنس, أما بالنسبة لمتغير الخبرة فقد أظهرت النتائج تفوقا لصالح ذوي الخبرة الأقل وبفارق لا يكاد يذكر, ما عدا مجالين هما: الأساليب والطرائق التعليمية التي يتبعها معلمو الموسيقى والأناشيد في التدريس, والوسائل التكنولوجية المعينة المستخدمة في تدريس الموسيقى, حيث أظهرت فيها النتائج وبفارق كبير لصالح ذوي الخبرة الأكثر. أما في متغير المؤهل العلمي فقد أظهرت النتائج أن المعلمين الذين يحملون مؤهل الدبلوم يتفوقون على المعلمين الذين يحملون مؤهل بكالوريوس فأعلى, في كافة المجالات وبفوارق بسيطة, إلا في مجال الأسباب الكامنة وراء تدريس الموسيقى, فقد أظهرت النتائج تفوق الدبلوم على البكالوريوس فأعلى وبفارق كبير, أما في مجال الوسائل التكنولوجية المستخدمة في تدريس الموسيقى فقد أظهرت النتائج أن حملة مؤهل البكالوريوس فأعلى يتفوقون بفارق كبير على حملة مؤهل دبلوم. أما بالنسبة لمتغير عدد المدارس التي يدرس بها المعلم:
فقد أظهرت النتائج أن المعلمين الذين يدرسون في مدرستين يتفوقون على المعلمين الذين يدرسون في مدرسة واحدة في كافة المجالات, ما عدا مجال الصعوبات التي يعاني منها معلمو الموسيقى والاناشيد, فقد أظهرت النتائج أن المعلمين الذين يدرسون في مدرسة واحدة يتفوقون في هذا المجال على المعلمين الذين يدرسون في مدرستين.
وفي ضوء أهداف الدراسة ونتائجها أوصي الباحث بمجموعة من التوصيات, ومن أهمها: إن تقوم وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية بإعداد منهاج خاص بالتربية الموسيقية. أن تزيد وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية من عدد المعلمين المتخصصين في الموسيقى, من خلال زيادة نسبة التعيين لحملة المؤهلات العلمية في الموسيقى.