Discussion Committee:
د. عثمان عثمان/ مشرفا رئيسا
د. صبري صيدم/ ممتحنا خارجيا
د. فريد ابوضهير/ ممتحنا داخليا
Abstract:
هدفت هذه الدراسة بشكلٍ أساسيٍّ إلى معرفة دور وتأثير الحرب الإلكترونية في الصراع العربي الإسرائيلي. فبعد الهجمات التي تعرض لها الفضاء الإلكتروني الإسرائيلي من قبل مجموعاتٍ عربيةٍ وإسلاميةٍ وأجنبيةٍ مُناصرةٍ للقضية الفلسطينية؛ أصبح الفضاء الإلكتروني ساحةً جديدةً في الصراع العربي الإسرائيلي، شأنه شأن البر والبحر والجو.
وللوصول إلى إجاباتٍ عن مدى تأثير هذه الحرب على الساحة الإسرائيلية؛ فقد وضع الباحث تساؤلاً أساسياً مفاده: " ما هو دور وتأثير الحرب الإلكترونية في الصراع العربي الإسرائيلي؟ "، إضافةً لعددٍ من التساؤلات الفرعية الخاصة بموضوع الدراسة. ومُنطلقاً من فرضيةٍ أسياسيةٍ مفادها: " أن للحرب الإلكترونية تأثيرات عديدة على الساحة الإسرائيلية "، فضلاً عن الفرضيات الفرعية المُتعلقة بفحوى هذه الدراسة، مُستخدماً المنهج الوصفي التحليلي كمنهجٍ أساسي، ومُقسماً الدراسة إلى ستةِ فصول، علاوةً على خطة الدراسة، ونتائجها وتوصياتها.
تحدث الباحث في الفصل الأول من هذه الدراسة عن تطور وسائل الصراعات البشرية عبر التاريخ، وذلك ابتداءً من العُصور البشرية الأولى، والتي اعتمد فيها الإنسان على الأخشاب والحديد والمعادن، وانتهاءً بعصر الثورة المعلوماتية والتّقنية وعولمة التكنولوجيا، والتي اعتمد فيها الإنسان على وسائل الاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات بشكلٍ شبه مُتكاملٍ، مما ادخله في جدلية العلاقة بين أمن المعلومات الإلكترونية والأمن القومي.
أما الفصل الثاني، فقد تحدث الباحث فيه عن العلاقة الكامنة بين أمن المعلومات الإلكترونية والأمن القومي، والتي نتجت بفعل قيام دول العالم بوضع مُدخراتها القومية عبر الفضاء الإلكتروني، الأمر الذي أدى إلى نشوء اختلالاتٍ بين الأمنين القومي والإلكتروني، وهو ما دفع العالم أجمع نحو خوض الحُروب الإلكترونية، وهو العُنوان الذي حمله الفصل الثالث من هذه الدراسة، في مشهدٍ غير كثيراً من طبيعة الصراعات في عصرنا الحالي.
وفي الفصل الرابع، تناول الباحث موضوع العلاقة الكامنة بين النظرية الأمنية الإسرائيلية، والفضاء الإلكتروني الإسرائيلي، والذي يُعد مجالاً مُهماً في حفاظ إسرائيل على أمنها وهيمنتها، وسط بيئةٍ عربيةٍ وإسلاميةٍ رافضةٍ لوجودها، مُتحدثاً فيه عن مُرتكزات النظرية الأمنية الإسرائيلية، والمخاطر التي تواجهها، ومكونات وأجزاء الفضاء الإلكتروني الإسرائيلي ببعض تفاصيلها. ليتجه الباحث بعدها وفي الفصل الخامس من هذه الدراسة نحو سرد مُقارنة بسيطة بين الفضاء الإلكتروني العربي بشكلٍ عام، والفلسطيني بشكلٍ خاص، بالفضاء الإلكتروني الإسرائيلي.
أما الفصل السادس والأخير، فقد عرض فيه الباحث نماذج من الحُروب الإلكترونية في الصراع العربي الإسرائيلي، وأهم المواجهات الإلكترونية التي نشبت بين الطرفين، ليخرج الباحث بعدها بعددٍ من النتائج، أهمها:
1. أن الحُروب الإلكترونية الموجهة عربياً وإسلامياً صوب إسرائيل لا تُشكل عُنصر الحسم في هذا الصراع، لكن تفاصيلها قد تصنع العديد من الفوارق، كونها تُعد تجهيزاتٍ استباقية ضد إسرائيل؛
2. نجح التيار الشعبي العربي والإسلامي ورغم امكانياته البسيطة من توجيه العديد من الضربات صوب الفضاء الإسرائيلي، في صورةٍ تُشير إلى أن الشارع العربي قادراً على كسر قالب السطوة الاستهلاكية تُجاه استخدام التّقنيات الحديثة؛
3. الهجمات الإلكترونية التي تتعرض لها الساحة الإسرائيلية وفي مُجملها ليست فلسطينية الهوية، بل أن المجموعات التّقنية الخارجية كانت لها إسهاماتها الكبيرة في هذه الهجمات؛
4. لا يُمكن الجزم بأثر الحُروب الإلكترونية على إسرائيل، نظراً لتفوقها الإعلامي والتّقني.