ما انفكت إشكالية التنمية والسكان تتفاعل وتتعقّد منذ أن صدع مالتوس بنظريته المعروفة في الموضوع وبالخصوص على إثر الثورة الصحّية التي أدّت إلى الانفجار الديمغرافي بالبلدان التي ستعرف بالنامية.
لكن تناول الإشكالية ظلّ في أغلب الحالات والدراسات مبحثا كمّيا بالأساس يحصر التنمية في مجرّد النمو ويعتبر السكان جمع أفراد مجرّدين من أي انتساب طبقي أو من أية خصائص مجتمعية أخرى.
نروم من خلال هذه المساهمة النظرية إيلاء أهمية أنسب لعديد المعطيات الهيكلية التي يقع إسقاطها من التحليل، أو على الأقل تهميشها، والتي نعتبرها جوهرية وضرورية في الإحاطة بالإشكالية حتى تطرح وتفهم على الوجه الأوفى والأحقّ فيتسنّى بذلك تبيّن ووصف الإجراءات المستوجبة بخصوصها ووضع السياسات الأنسب لمعالجتها.