زلزال سنة 1927 واثره على مدينة نابلس

Authors: 
أ.د. وائل أبوصالح
Abstract: 

في الساعة الثالثة من بعد ظهر الحادي عشر من تموز 1927، ضرب أرض فلسطين وشرق الأردن زلزال متوسط في الشدة وذو أمد قصير، انصب غضبه على مدينة نابلس، فأصاب مبانيها بالدمار الشديد، مما أدى إلى مقتل الأهالي وتشريدهم.
قوة الزلزال والمساحة التي تأثرت منه
جاء في تقرير الأستاذ أيفانز، أستاذ الجيولوجيا في الجامعة العبرية عن الحادث قوله: لقد سجل مقياس روس فوريل درجة بين رقمي 7-8 على وجه العداد، وإذا ما علمنا أن أعلى درجة في هذا المقياس هي (12) أيقنا أن الزلزال كان متوسطاً، وذا وقت قصير، ولكن، لما كان مكان الزلزال الرئيسي هو غور الأردن، مما جعل تأثيره على الضفة الغربية من نهر الأردن كبيراً بسبب وجود خلل ومنافذ بين جبال القدس وتجاه وادي الجفتلك والباذان والفارعة، فوجد فريقه إلى مدينة نابلس الواقعة بين جبلين، أضف إلى هذا نمط البناء السائد في مدينة نابلس، فأحياؤها متراصة، وأبنيتها مؤلفة من طبقتين، أو ثلاث يستند بعضها إلى بعض، مبنية من الحجارة القديمة والطين والكلس، علاوة على هذا وذاك أن أرض مدينة نابلس القديمة والتي وضع عليها اساس البناء، كانت مشبعة بالمياه، فما أن ضرب الزلزال هذه المدينة حتى أخذت ابنيتها غير الصالحة بالتشقق والتداعي والسقوط، فجلجل في أنحاء المدينة صوت الحجارة وهي تتدحرج وتسقط، والأواني النحاسية والفخارية وهي تهوي .. فمدينة نابلس – باجماع المؤرخين- كانت أكثر المدن تأثراً به، وخراباً من أجله، وتليها مدن اللد ثم الرملة.
أمّا الساحة التي عمّها الخراب فكانت نحو سبعين ميلا من الشرق إلى الغرب، (من عمان إلى اللد) وخمسين ميلاً من الشمال إلى الجنوب (من نابلس الى الخليل). ومساحتها هذه الاهليلجية الشكل تبلغ ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف ميل مربع.
وقد شعر بضربة الزلزال شعوراً واضحاً سكان القاهرة غرباً، وسوريا شمالاً وسكان الجزيرة العربية شرقاًَ، ومما يؤكد هذا ما ذكرته مجلة المقتطف في عدد أغسطس عام 1927، إن الناس في القطر المصري شعروا بهزة أرضية شديدة في الحادي عشر من يوليو عام 1927، فظنوا أن مركزها احدى جزر الأرخبيل ببحر ايجه كما يحدث عادة.
على أن زلزال سنة 1927 لم يكن أول زلزال عصف في أبنية هذه المدينة، فقد سبق أن صربها زلزال في القرن الثامن الهجري ودمرها عن بكرة أبيها، باستثناء جادة السمرة.