ترجمة الكتب الأدبية التراثية الى العربية من وسائل الإثراء المعرفية كتاب توفيق بشارة كنعان البيتجالي "الأولياء والمزارات الإسلامية في فلسطين" نموذجا Mohammedan Saints and Sanctuaries in Palestine"" Dr.Tawfiq Canaan

Authors: 
د. إدريس جرادات
Abstract: 

سعت الدراسة إلى بيان أهمية الترجمة من اللغات الأخرى إلى العربية ودورها في نشر وتعميم الثقافة وتبادل الخبرات وبناء جسور التواصل الاجتماعي والإثراء المعرفي وذلك للعمل على إحياء هذا الجانب الهام لما كتب عن تراثنا الشعبي والموروث الثقافي والعمل على تقليل حجم المعاناة التي يتعرض لها الباحث العربي في البحث والتقصي في الموروث الشعبي الثقافي وتقديم معلومات تخدم أصحاب القرار في اتخاذ خطوات إيجابية في رسم السياسة العامة وتنفيذ الخطط المستقبلية لتحقيق التكيف وتلبية احتياجاته ضمن الواقع الذي يعيش فيه.
حاولت الدراسة الإجابة على الأسئلة التالية:
1-ما السيرة الذاتية للدكتور توفيق كنعان؟
2-ما الدلالة الثقافية لواحد من كتبه المترجمة إلى العربية-الأولياء والمزارات في فلسطين؟
3-ما الاستراتيجيات التربوية المستقاة من أفكاره وأراءه في جسر الهوة بين الحضارات؟
كما اعتمد الباحث المنهج الوصفي التحليلي باستعراض الكتاب المترجم إلى العربية.
نتائج الدراسة:
*الباحث المترجم متمكن من الترجمة بحكم عمله واهتمامه بالموروث الشعبي الفلسطيني واستطاع ترجمة النصوص بدقة بما يتناسب مع معطيات الشعب الفلسطيني وممارسات حياته اليومية.
*محرر النسخة المترجمة متمكن أيضا بحكم اهتمامه واطلاعه وترجمته لإحدى كتب د. توفيق كنعان حول الطب الشعبي.
*عملت الكتب المترجمة على نقل الواقع الفلسطيني إلى الأجانب خاصة أن الكتب مطبوعة بلغات أجنبية ودور نشر أجنبية والفئة المستهدفة أجنبية.
*أتفق مع ملاحظات د. حمدان طه في مقدمة الكتاب:" بأنه صورة لعالم مفعم بالحياة يختلط فيه الواقع بالأسطورة، ويعكس فيه حياة الفلاح الفلسطيني القاسية والتي تخضع لرحمة الطبيعة، وأن الأسطورة تمنح الإنسان الإحساس بالقدرة على فهم الكون ثم الوهم بالسيطرة عليه".
*مصدر معلوماته مستقاة من معايشته لواقع الناس مباشرة خاصة الذين يتكلمون اللهجة الدارجة ويعبرون بعفوية عن ممارساتهم وسلوكياتهم.
*حاول الربط بين جوانب العادات الحالية ومصادر العهد القديم-التوراة- ومصادر التاريخ الإسلامي والمسيحي مما يميز الرؤية القائمة على الفهم التراكمي للتاريخ الحضاري بعيدا عن الانتقائية التي ميزت فهم المحتل للتاريخ اليهودي.
*يلاحظ اليوم أن التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والفكرية والسياسية الجذرية التي عصفت بالمجتمع الفلسطيني قد خلقت واقعا مغايرا للصورة التي رسمها الباحث في كتابه لأن الكثير من المقامات أزيلت عن الوجود مع تدمير 450 قرية فلسطينية سنة 1948-1952م، وسويت بالأرض وهجر وإهمال العديد من المقامات واختفت الطقوس والعادات التي ترافقها كما في موسم النبي موسى والنبي صالح، وتعرضت للنبش والتخريب من قبل لصوص الآثار.
*-أشار د. توفيق كنعان في كتاباته إلى :نحن المسيحيين العرب الفلسطينيين الذين حصل معظمنا تعليمهم في مدارس بريطانيا، وصرنا أكثر الفلسطينيين تعلقا بالشعب البريطاني والآداب والسياسة البريطانية ، أصبحنا ألان أشدهم مقتا وكراها لسياسة بريطانيا المنافية للروح المسيحية.
*يرى د. توفيق كنعان :"أن فلسطين ليست بالأرض الخراب المهجورة، وأن الفلسطيني الواحد المتعدد موجود ودلل على ذلك من خلال الأولياء والمزارات في فلسطين انتشارها وتعلق الناس بها .
التوصيات:
1-وبعد هذا التعليق والعرض والتقديم كلمة حق تقال أن الباحث د. توفيق بشارة كنعان أضاء قنديلا وشق طريقا في مجال الحديث عن الأولياء والمزارات والمقامات في فلسطين في وقت كان فيه المجتمع الفلسطيني سالما متكاملا على أرضه وفتح المجال للباحثين والدارسين والفولكلوريين والمهتمين وطلبة العلم والجامعات لإجراء دراسات متخصصة على الحرم والخليل من كافة الجوانب.
2- أشارت الدراسة إلى مجموعة من المقترحات والتوصيات العامة والبحثية والأكاديمية لاستكمال إجراء دراسات علمية في هذا المجال من خلال تتبع الآراء والدراسات المنشورة بلغات أجنبية حول الموضوع وتجميع كتب ودراسات د. توفيق كنعان المنشورة بلغات أجنبية والكتب المترجمة في مركز الترجمة في جامعة النجاح الوطنية.