تحسين البيئة الحضرية حالة مدينة المسيلة

Authors: 
د.خلف الله بوجمعة
Abstract: 

تشهد المدن الجزائرية تزايدا ملحوظا في نسبة التلوث بشكل عام. وتزداد نسبة هذا الأخير بازدياد درجة التطور والتمدن والتوسع. و التلوث الذي يعني” الإفساد المباشر للخصائص العضوية او الحرارية او البيولوجية أو الإشعاعية لأي جزء من البيئة“ هو أنواع كثيرة. ومن بين أنواع التلوث التي يهتم بها المختصون في العمران والبيئة وعلم الاجتماع، التلوث الثقافي والاجتماعي الذي من فروعه التلوث البصري الذي يمس مكونات عناصر تنسيق المحيط العمراني و يفسد الجوانب الجمالية.

والمدن الجزائرية على العموم ومنها مدينة المسيلة، تعاني في اغلبها من مظاهر القبح و انعدام الجماليات مما يؤثر بشكل متفاوت على الصحة النفسية والجسمية لجميع أفراد المجتمع. و يبدو هذا جليا من خلال فقد التجانس بين مكونات المظهر العمراني، و ترهل البنايات القديمة، و اللاتجانس بين مواد البناء، و انتشار السكن العشوائي و تدهور المساحات الخضراء...وغيرها. وينتج عن هذا لا محالة تدهور كبير في البيئة الحضرية التي تبدو من خلال الفقدان التدريجي للذوق العام، والاعتياد على المظاهر اللامتناسقة وغير الجميلة.

وهذه الورقة تحاول تقديم مقاربة عملية لخفض مظاهر تدهور البيئة الحضرية بمدينة المسيلة جراء التلوث البصري بعد تحديد أسبابه. و قد حاولنا أن نبرز في هذا الشأن كيف يجب توظيف مهارات مسير المدينة لاستعمال المساحات الخضراء بوصفها إحدى مكونات المجال العمراني، و كل الإمكانات المحلية؛ للتدخل من أجل تحقيق مشروع عمراني متكامل. كما أوضحنا كيف يتم التدخل ميدانيا لتحسين البيئة السكنية العامة و الحفاظ على التراث العمراني و المعماري. و تكمن أهمية المشروع في كونه جاء لخدمة جميع مكونات المجتمع، و تحقيق التنمية المستدامة الشاملة.