المستشفى الوطني في كتابات المؤرخين النابلسيين

Authors: 
أ.د. عادل ابوعمشة
Abstract: 

حاول الباحث ان يؤرخ لبداية نشأة المستشفيات الحديثة في فلسطين، وكان ذلك مع بداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر على ايدي الإرساليات الاجنبية.
اما بالنسبة لمدينة نابلس فقد كانت أول محاولة لإنشاء مستشفى حديث فيها على يد الحاج صالح خريم الذي اوصى بثلث ثروته للمشاريع الخيرية وكلف الشيخ محمد زعيتر بتنفيذ الوصية، وكان ذلك في عام 1887-1888، حيث بنيت اربع غرف، ويمثل ذلك المرحلة الاولى، وقد سمي المستشفى مستشفى خريم.
اما المحاولة الثانية فكانت من قبل الإرسالية البريطانية التي شيدت اول كنيسة لها عام 1882، ثم انشأت غرفتين في ارض اشترتها من ال ابي غزالة، وقد عملت هذه الارسالية على نشر المذهب البروتستانتي، وقد ادى هذا النشاط الى دخول امرأة مسلمة في البروتستانتية.
وقد كانت ردود فعل اهل المدينة غاضبة فشكلت لجنة لجمع التبرعات برئاسة الحاج توفيق حماد رئيسا لها، وهو رئيس لبلدية نابلس في ذلك الوقت، فأضافت اللجنة ثلاثة اجنحة جديدة وكانت حفلة الافتتاح عام 1905، وتعد هذه المرحلة الثانية.
ويبدو ان المصاريف المخصصة للإنفاق على المستشفى لم تكن كافية فطلبت البلدية من السلطان العثماني تخصيص مبالغ إضافية للإنفاق على المستشفى، ثم تدخلت الحكومة العثمانية في إدارة المستشفى الى جانب البلدية مقابل تقديمها بعض المساعدات.
وكان الدكتور نور الدين الكريدي المرسيني اشهر مدير للمستشفى، حيث عمل فيه من العام 1912-1920م، وقد دفن في داخل ارض المستشفى.
هذا وقد احتل الجيش العثماني المستشفى عام 1914م، ثم احتله الجيش البريطاني بعد ذلك، وبعد اعتراض البلدية على هذا الوضع سلّم المستشفى لدائرة الصحة، على ان تدفع الحكومة اجرته للبلدية.
وعلى كل لا بد من التذكير ان هذا المستشفى في طريقه الى الانتقال الى موقع اخر على طريق عصيرة الشمالية، وسيكون تابعاً لجامعة النجاح باعتباره مستشفى تعليمياً، وسيصبح اسمه (مستشفى النجاح الوطني الجامعي).