إن أقدم وجود لليهود في العراق عامة وإقليم كردستان خاصة، يرجع دون شك إلى عهد الإمبراطورية الآشورية الذي دام ثلاثة قرون كاملة من سنة 911 لغاية 612ق.م، وذلك حين حرر الآشوريون فلسطين من اليهود في عدة حملات عسكرية منظمة قاموا بها ضد الممالك الإسرائيلية المغتصبة لأرض فلسطين، تمكنوا خلالها من جلب عدة ألاف من اليهود كأسرى، وتم إسكانهم في أراضي شمال العراق وسوريا.
لذلك من الأهمية بمكان البحث عن دور الآشوريين في إعادة صياغة خارطة الشرق الأدنى القديم من جديد، بعد أن تمكنوا من إخضاع غالبية الدول والممالك المجاورة لهم والمعاصرة لحكمهم من الماننين والاورارتيين والميديين والآراميين وغيرهم من الأقوام لحكمهم.
وفي موضوع بحثنا؛ تمكن الآشوريون من القضاء على مملكة إسرائيل (المملكة الشمالية) نهائياً، ومن تحطيم مملكة يهودا( المملكة الجنوبية)، وجعلها فريسة سهلة لإسلافهم البابليين حينما قضوا عليها نهائياً سنة 586ق.م في عهد عائلها الملك نوخذنصر الكلداني، لذلك ما أن سقطت بغداد بيد المحتل الأمريكي في شهر نيسان عام 2003م، حتى سجد حاخامات إسرائيل شكراً لإلههم(يهوه) على سقوط بابل(= عاصمة العراق زمن السبي البابلي).أي بعبارة أخرى، إن العراقيين القدماء من الآشوريين والكلدانيين البابليين هم من اسقطوا الممالك الإسرائيلية الواحدة تلو الأخرى، حرروا بلاد كنعان(= فلسطين) من الاحتلال الإسرائيلي(=العبراني). وفي اعتقاد الباحث أن إحدى أسباب الحرب على العراق واحتلاله وتدميره هو الانتقام منهم بسب قيام أسلافهم بالقضاء على الدويلات العبرانية، بالإضافة إلى أسباب أخرى لا مجال لذكرها في هذه العجالة.