الحياة الاجتماعية في نابلس أثناء فترة الحروب الصليبية 492-690ه /1099 - 1291م

Authors: 
د. سعيد عبدالله البيشاوي
Abstract: 

سيطر الصليبيون على معظم الأراضي المقدسة بحد السيف ، ولكن نابلس خضعت لسيطرتهم بالأمان من خلال الوفد الذي أرسله سكان المدينة للتفاوض مع الصليبيين اثناء حصار المدينة المقدسة، وتم الإتفاق بين أهل نابلس والصليبيين على أن يتم تسليم المدينة دون قتال. ولعل السبب الذي جعل الفرنجة الصليبيين يوافقون على استلام المدينة دون قتال هوما أخبرهم به الوفد أن مدينتهم فاحشة الثراء، ويريدون تجنبيها التدمير. وعندما سيطر الصليبيون على بيت المقدس طلب الأمير جودفري البويوني من القائد تانكرد ان يتوجه للسيطرة على نابلس ، وهنا اصر يوستاش البويوني على مرافقة تانكرد حتى يحرمه من الاستئثار بالغنائم،وعندما وصلا المدينة لم يجدا شيئا من الغنائم.
سرعان ما احتك الصليبيون بأهل نابلس وأخذوا عنهم عاداتهم وتقاليدهم ، فلبسوا الملابس الفاخرة،وقلدوا المسلمين بالإهتمام بادوات الزينة واستخدام مختلف انواع الأثاث ، كما قلدوا المسلمين في الإستحمام في الحمامات ، ولكنهم لم يضعوا المئزر لستر عوراتهم. وعرف اهل نابلس وقراها مجموعة من المحاكم اهمها المحكمة العليا والمحكمة البرجوازية ومحكمة المدينة ومحكمة السوق ومحكمة الرئيس . وظهرت في نابلس محموعة من القوانين حملت اسم قانون نابلس. وعلى الرغم من حالة نابلس وسيطرة الصليبيين على المنطقة فقد ظهر مجموعة من العلماء والخطباءالذين تصدوا للصليبيين،وحردوا الناس على العصيان المدني، وعرف الصليبيون ذلك ، وحاولوا القبض عليهم لكنهم تمكنوا من الفرار إلى دمشق حيث اقاموا بالقرب من جامع ابي صالح وعرفوا بالصالحية.