الترجمة في نابلس

Authors: 
أ. علي خليل حمد
Abstract: 

إذا استثنينا ترجمات قليلة عن التركية (محمد عزة دروزة، مثلا) أمكن القول إن الترجمة في نابلس في القرن العشرين  اقتصرت ، أو كادت، على اللغتين الإنجليزية والفرنسية؛ ويعود ذلك إلى أسباب أهمها: (1) عدم وجود إنتاج فكري كبير في تركيا العثمانية، (2) الهيمنة السياسية لبريطانيا وفرنسا على البلدان العربية بعد الحرب العالمية الأولى، وما استتبعه ذلك من خلق جو عدائي ضد الترك والألمان ، أسهم في امتناع بعض المترجمين عن الترجمة لمؤلفين من هذين البلدين (3) توافر التعليم العالي بالإنجليزية للدارسين من نابلس وفلسطين بوجه عام؛ وذلك لوجود الجامعة الأميركية في بيروت، والسهولة النسبية للالتحاق بالجامعات التي تدرس بالإنجليزية ، سواء أكانت الجامعة إنجليزية، أم أمريكية، أم غيرهما. ينطبق هذا القول بدرجة أقل على تعليم الإناث من الطبقة الوسطى بوجه خاص؛ وذلك بعد التغيرات الجذرية التي أصابت المجتمع الفلسطينبي من جراء نكبة عام 1948. أما من حيث الترجمة من الروسية، التي كان لها حضور قوي في فلسطين كما هو الحال عند خليل  بيدس وآخرين، فيمكن إرجاعه إلى عاملين: نشاط الطائفة الأرثوذكسية ذات الصلة بروسيا من جهة، ونشاط الحزب الشيوعي الفلسطيني من جهة أخرى؛ وكلا العاملين لم يكن مؤثرا في الحالة النابلسية. بمراجعة حصيلة الترجمة خلال فترة المد القومي في فلسطين والبلدان العربية بوجه عام، يتبين أنه كان لمدينة نابلس وضع مميز في مجال الترجمة؛ ويكفي هنا ذكر اسمي المترجمين الكبيرين: عادل زعيتر وخيري حماد للاطمئنان إلى صحة هذه المقولة. ويستدعي هذا التميز طرح عدد من الأسئلة المهمة حول عوامل تلك النهضة في الترجمة، وخصائص الترجمة، واستثمار منتجاتها، وكيفية استئناف حياتها الخصبة في الحاضر والمستقبل. وبالرغم من أهمية كل واحدة من هذه المسائل، إلا أن الباحث لم يجد أية دراسات ذات شأن تساعد على حلها؛ وفضلا عن شح الأدبيات ذات الصلة ، عانت الدراسة من مشكلة شح الكتب نفسها أيضا وبخاصة الكتب المنقولة. تهدف هذه الدراسة إلى تقديم صورة بانورامية ، وأولية في الوقت نفسه، لحركة الترجمة في نابلس في القرن العشرين، محاولة الاستفادة من تصنيفي نيومارك وفينوتي لطرق الترجمة، وهي تتوزع على ستة أقسام: خصائص الترجمة، والأيديولوجيا والترجمة، والترجمات الشعرية، ووجهات نظر المترجمين في الترجمة، والعقبات المواجهة للترجمة، والترجمة والتأليف؛ وتنتهي الدراسة بتوصيات لإنهاض حركة الترجمة في نابلس، وفي فلسطين بوجه عام. وقد اعتمدت الدراسة على المعطيات الخاصة باثنين من المترجمين: عادل زعيتر، وخيري حماد؛ وأربع مترجمات: يسرة صلاح، وسلافة حجاوي، وإلهام أبو غزالة، وسمر القطب