منهج القصة القرآنية في ترسيخ الأخلاق

تقوم هذه الرسالة على دراسة القصة القرآنية ، وبيان منهجها في تثبيت الأخلاق في النفس البشرية ، حيث إن قضية الأخلاق هي من أهم القضايا التي تطرقت القصة إلى طرحها ومعالجتها عبر التاريخ البشري ، وبما أن القرآن الكريم من عند الله تعالى خالق البشر ، العالم ِ بما يؤثر في نفوسهم فيستجيبوا لما دعاهم إليه ، المطـّلع ِ على مكنونات نفوسهم ، فقد جعل للأخلاق في القصة القرآنية منهجا ً واضحَ المعالم ، بيـّنَ الأهداف ، صادقَ الوصف ، يصل إلى أرقى النتائج في البشر . وقد سلك القرآن الكريم في تكريس الأخلاق في النفوس أسلوبين هما : الأول: الأسلوب المباشر في النهي عن ذميم الأخلاق أو في الأمر بأحسنها ، لكنه لم يُكثر من هذا الأسلوب ؛ لأن النفس البشرية قد تأبى أن تستجيب للأمر والنهي المباشرين . الثاني: الأسلوب غير المباشر ، وهو ما أكثر القرآن الكريم من استخدامه من خلال أسلوب القصة المحبب للنفوس ، ليرسم بذلك المنهج الأمثل في التعامل مع الأخلاق ، ويبين أن هذا الأسلوب هو الأنجع في تربية الناس وتعويدهم على التزام الآداب والأخلاق . كما تبين هذه الدراسة لمن أراد أن يربي أحدا ً على الأخلاق الحسنة ، ويزرع القيم في النفوس ، فلينهج نهج القرآن الكريم في تربية كل أفراد المجتمع على اختلاف صفاتهم ومسؤولياتهم وثقافاتهم .