مدلول أحوال أقوال وأفعال وتقريرات الرسول صلى الله عليه وسلم

الحمد لله رب العلمين قيوم السموات والأرضين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وإمام المتقين أما بعد. فهذه الرسالة تتحدث عن مدلول أقوال وتصرفات النبي صلى الله عليه وسلم، وأثرها على الفقه الإسلامي، ويمكن تقسيم أقوال وتصرفات النبي صلى الله عليه وسلم إلى اثنتي عشرة حالة من حالات النبي صلى الله عليه وسلم. وهذه التصرفات هي: حال التشريع والفتوى والقضاء والإمارة، والهدي والصلح والإشارة على المستشير والنصيحة، وتكميل النفوس وتعليم الحقائق العالية والتأديب والتجرد عن الإرشاد. وكل حالة منها تتضمن تصرفاً من النبي صلى الله عليه وسلم يختلف عن التصرف الآخر، وكل حالة منها تتميز بأحكام تخصها، ومدلولات تنبثق منها، وبذلك يمكن فهم السنة النبوية فهما سليما، ويمكن أن تكون تحت هذه التصرفات أحكام خاصة، ولا نستطيع أن نميزها إلا بهذا التقسيم. ونستطيع من خلال هذه التقسيمات تمييز الأحكام الفقهية، ومدلولاتها، والترجيح بين أقوال العلماء بخصوص الاستدلال بالسنة النبوية والسيرة العطرة، وتتحدث الرسالة عن كل حالة من هذه التصرفات على انفراد وذكر الأمثلة المناسبة لهذا التصرف أو ذاك. وذكرت الرسالة أيضا مدلول عصمة النبي صلى الله عليه وسلم، ومفهوم أمية النبي صلى الله عليه وسلم. وتحدثت الرسالة عن مفهوم وسطية الإسلام التي جاءت السنة النبوية لتأكيدها، وذكرت أن الوسطية من أكثر الأمور وضوحا في الشريعة الإسلامية. وذكرت منهج النبي صلى الله عليه وسلم في الوسطية، وكيف مارس الوسطية من خلال حياته الفعلية وتصرفاته وأحكامه بين الصحابة، وحرصه على نشر وسطية الإسلام بين المسلمين. وحكم ما سكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وذكرت القاعدة الجليلة التي تفرعت عن المسكوت عنه، وهي: (الأصل في الأشياء الإباحة)، وأقوال العلماء فيها، وأثرها على الفقه الإسلامي، في كل زمان ومكان. وفي النهاية لا بد للدارس أن يعود إلى هذه الأقسام، لفهم السنة النبوية، وفهم حقيقة ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتمييز مدلول هذه التصرفات عن بعضها. وهذا ميدان رحب لمن أراد أن يشحذ الهمم، ويتسابق إلى الله في طلب العلم.