عبد العزيز بن مروان ( 27 ه/ 649 م- 85 ه/ 707 م) دراسة تاريخية تحليلية

تتناول الدراسة شخصية أموية هامة تنتمي للبيت المرواني هي شخصية عبد العزيز بن مروان، والذي لمع اسمه عندما استلم المروانيون الخلافة، وكان له دور في توطيد أركان الحكم في القسم الغربي من دولة الخلافة، حين عين واليًا على مصر، واستمرت ولايته عليها عشرين سنة. ينتمي عبد العزيز بن مروان إلى عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، أحد أبناء سادة قريش، وهم (بنو هاشم، وبنو عبد شمس، وبنو المطلب، وبنو نوفل)، فقد عمل هؤلاء على رفع مكانة قريش تجاريًا ودينيًا مما أهلهم لزعامتها والعرب عن طريق الإيلافات والحج. لعب بنو عبد شمس دورًا هامًا في تزعم قريش وسيادتها وكانت لديهم مؤهلات القيادة وبرز منهم على مسرح السيادة والشرف حتى ظهور الإسلام أمية بن عبد شمس وأبو العاص والحكم، كما برز دور مروان بن الحكم في إيصال المروانيين للحكم مرورًا بإظهار وإبراز أشهر الأحداث السياسية، كما برز نجم ابنه عبد العزيز ولي عهده ووالي مصر لعشرين عامًا وقائد حركة الفتوح في شمال إفريقيا والمغرب، كان له دورٌ مهم في إرساء جذور الإسلام في مصر، والنهوض بها في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، كما عرف عنه تسامحه مع الأقباط من أهل مصر وتوجيه حركة الفتوح في شمال إفريقيا عبر إشرافه عليها وتعين القادة من ذوي الخبرة. تولى عبد العزيز ولاية مصر عشرين سنة، واهم ما رافق فترة ولايته ( 65 - 85 ه)، ظهور أزمة خزينة دولة الخلافة بسبب إسلام أهل الذمة، وتوسع الملكيات العربية على حساب أرض الخراج، ناهيك عن هجرة الفلاحين عن أراضيهم بسبب إغراءات المدن وكثرة الضرائب. فقام عبد العزيز بن مروان، وبتوجيه من أخيه الخليفة عبد الملك بن مروان، بحل هذه المشاكل وإجراء إصلاحات ضريبية وإدارية في مصر. هذا وقد عمل عبد العزيز على إنعاش الحياة الاقتصادية في مصر عن طريق العناية بالتجارة الداخلية والخارجية، وشارك عبد العزيز في بناء الكثير من القيساريات في الفسطاط وحلوان، وقد كان لهذا أثار ايجابية على خزينة مصر بما كان يجبيه من عشور التجارة التي كانت تعود لبيت المال. لا غرابة أن تكون لديه إمكانات مالية كبيرة، بصفته احد أفراد الأسرة الحاكمة، كانت لديه قبل توليه ولاية مصر أرا ٍ ض في الحجاز والشام قبل توليه مصر، وزادت هذه الإمكانيات بعد ولايته مصر وتملك أراضي جديدة بالشراء وإحياء الموات، وحين بنى الأسواق التجارية.