طولكرم وجوارها من عام1281هـ – 1337هـ / 1864م – 1918م

Year: 
2009
Discussion Committee: 
د. أمين أبو بكر - مشرفاً ورئيساً
أ. د. محمد الحزماوي - ممتحناً خارجياً
أ. د. نظام عباسي - ممتحناً داخلياً
Supervisors: 
د. أمين ابو بكر
Authors: 
محمد بدر عبد الرحيم
Abstract: 
تعالج هذه الدراسة التاريخ المحلي لمدينة طولكرم وجوارها في فترة التنظيمات العثمانية، ابتداء من صدور قانون الولايات العثماني عام 1281 ه / 1864 م حتى رحيل الحكم العثماني عنها بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى 1337 ه / 1918 م، تحت عنوان طولكرم وجوارها. تنحصر منطقة الدراسة من ساحل البحر الأبيض من ديرة (عرب النفعيات) حتى (بيار عدس) بين مينائي حيفا ويافا غربا، حتى حدود لواء نابلس شرقا، وبين قضاء ج نين شمالا وقضاء يافا والرملة جنوبا، وقد كان لهذا الموقع أهمية اقتصادية وعسكرية ساعدت على نمو وتطور طولكرم والمنطقة بشكل عام. تشكلت المنطقة من ثلاث نوا ٍ ح وهي: ناحية الشعراوية الغربية التي كانت طولكرم ضمن القرى التابعة لها، وناحية بني صعب، وناحية وادي الشعير الغربي، تتبع في إدارتها متصرفيه البلقاء، ومركزها لواء نابلس أحد ألوية سوريا من عام 1281 ه- 1302 ه/ 1864 م- 1884 . وفي تلك السنة جعلت منطقة طولكرم قضاء وأصبحت قصبة طولكرم مركزا لهذا القضاء، الذي يتشكل من ناحية الشعراوية الغربية، وناحية بني صعب، وناحية وادي الشعير الغربي، ثم ألحقت به ناحية الحرم عام 1329 ه/ 1911 م. وقد وجد في القضاء جهاز إداري مدني يتكون من القائممقام ومجلس إدارة القضاء، ومدراء النواحي، إضافة إلى الدوائر الحكومية الأخرى كدائرة المعارف والنفوس والطابو والتلغراف، والجهاز القضائي، والجهاز العسكري. ساعدت وفرة الأمطار والتربة الخصبة والمناخ المعتدل في نشوء زراعة متطورة بعد حملة إبراهيم باشا على فلسطين من عام 1247 ه- 1256 ه / 1831 م- 1840 م. وقد شهدت المنطقة تطورا اقتصاديا بعد منتصف القرن التاسع عشر وبدأت حركة قوية في التوسع الزراعي والتجاري، بسبب انتشار الأمن والنظام الذي أمٌنته الحاميات العثمانية، والقوانين التي أصدرتها الدولة العثمانية المتعلقة بالأراضي كقانون الأراضي الصادر عام 1275 ه/ 1858 م، وقانون الطابو الصادر عام 1276 ه/ 1859 م، الذي أدى إلى زيادة ربحية الأراضي، والتنافس على ملكيتها، الأمر الذي كان له آثار سلبية على المنطقة بسبب اهتمام الحركة الصهيونية بشراء الأرضي تلك المنطقة. وكانت المنطقة تنتج مختلف أنواع الحبوب الشتوية والصيفية، والخضراوات الشتوية والصيفية، والأشجار المثمرة كالزيتون واللوزيات في المناطق الداخلية، والحمضيات في المناطق الساحلية والتي كان الفائض منها يصدر إلى الخارج، إضافة إلى زراعة المحاصيل التجارية كالقطن والدخان. كما اهتم الناس بتربية الحيوانات العاملة كالخيول والبغال والحمير، والحيوانات ذات الاستخدام المزدوج كالأبقار والثيران والجمال، إضافة إلى الأغنام والماعز والأرانب والدواجن. أما الصناعات والحرف القائمة في المنطقة فكانت خفيفة تعتمد على الأيدي العاملة والحيوانات، حيث ويتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد. وتداول السكان فيما بينهم عدة عملات في معاملتهم التجارية أهمها: العملة العثمانية كالليرة الذهبية، والريال المجيدي، والبشلك والمتليك والبارة، والعملات الأجنبية الأخرى كالليرة الفرنسية والليرة الانجليزية. كما اهتمت الدولة بتحصيل الضرائب المفروضة على المواطنين كضريبة العشر والجزية والويركو والقيدية والقلمية، والتي كان لها آثار سيئة على المواطنين والأراضي. شكل سكان الريف أغلب سكان المنطقة التي تقع معظمها في قرى على التلال والمرتفعات الجبلية، باستثناء بعض القرى القليلة في المنطقة الساحلية، وكانت القرية تقسم إلى محلات أو حارات تسمى نسبة إلى موقعها الجغرافي، أو بأسماء الأسر الكبرى فيه ا. وتعود أصول العائلات في المنطقة إلى بني صعب الذين نزلوا تلك المنطقة في العصور الماضية من قبائل كندة وجذام وعاملة من كهلان القحطانية أثناء الفتح الإسلامي، وانقسمت هذه العائلات إلى عشائر وحمائل وعائلات تفرقت في المنطقة، وتم معرفة معظم أسماء العائلات التي سكنت المنطقة من خلال سجلات محكمة طولكرم ونابلس الشرعيتين. وقد هيأت الظروف السياسية والاقتصادية لظهور عدد من العائلات والزعامات المحلية المتنفذة في المنطقة، كعائلة البرقاوي التي كانت تسيطر على منطقة وادي الشعير الغربي، وعائلة الجيوسي التي كانت تسيطر على ناحية بني صعب، وعائلة طوقان التي نافست آل الجيوسي على زعامة بني صعب . وقد أدى هذا التنافس بين العائلات إلى وقوع صدامات دموية مما حدا بالدولة العثمانية إلى القضاء على نفوذ هذه الزعامات في فترة التنظيمات، وطبقت نظام الحكم المركزي، ولكن هذه العائلات استطاعت أن تندمج مع الوضع الجديد لوفرة أموالها ونفوذها السابق، واستطاعت امتلا ك مساحات شاسعة من الأراضي. اقتصر التعليم في الفترة العثمانية على الكتاتيب، ولم تكن الدولة تهتم بأمور التعليم حيث تركت الأمر للأهالي، وخلال فترة التنظيمات أولت الدولة العثمانية عناية خاصة بالتعليم، وأصدرت القوانين المتعلقة به، وأنشأت شعبة للمعارف، وأنشأت المدارس الابتدائية والرشيدية في جميع ولايات الدولة، وكان لمنطقة الدراسة نصيب في ذلك. فقد تم إنشاء المكاتب الابتدائية في معظم قرى المنطقة، إضافة إلى مدرسة رشيدية في قصبة طولكرم، وقد نبغ عددُ من الأعلام والعلماء في المنطقة، وكان لهم دور في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية في المنطقة، أمثال الشيخ سعيد الكرمي، وأحمد شاكر الكرمي، وعلي منصور الكرمي، وعبد اللطيف الجيوسي، ومحمد الشنطي، ومحمد الحطاب، والشيخ عيسى البرقاوي، والشيخ أحمد أبو عودة الجيوسي، وعبد الرحيم الحاج محمد. تردت الأوضاع الصحية في المنطقة خلال الحكم العثماني وانتشرت الأوبئة، ولم تبذل الدولة أي اهتمام بالأوضاع الصحية إلا في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وأقرت بوجوب استخدام الأطباء في مراكز الأقضية والبلديات، وقد عين طبيب ومفتش للصحة في قصبة طولكرم بعد عام 1307 ه/ 1889 م.
Pages Count: 
249
الحالة: 
Published