Discussion Committee:
د. عدنان ملحم - مشرفا ورئيساً
د. عثمان الطل - ممتحنا خارجياً
أ. د. جمال جودة - ممتحنا داخلياً
Abstract:
ابن عساكر، علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين (ت571هـ/1176مـ)، والمكنى بأبي القاسم، والمولود بدمشق عام (499هـ/1105مـ)، نشأ وسط أسرة مليئة بالأئمة والمحدثين والعلماء، كان إماماً وعلامة وحافظاً ومحدثاً ومؤرخاً، من أعيان الفقهاء الشافعية، تتلمذ على أيدي عدد من العلماء، والمحدثين، والفقهاء والقراء، وتنقل بين المراكز العلمية مثل دمشق، وبغداد، وخراسان، صنف حوالي ستين كتابا وقيل أكثر، وأشهرها تاريخ دمشق. الذي تميز بأن ضم بين جنباته معظم الروايات التي رصدت حياة معاوية بن أبي سفيان منذ ولادته حتى وفاته، ولهذا فقد درست الباحثة حياة ابن عساكر، وخلفيته السياسية والاجتماعية والثقافية، والمنهجية، وبحثت في جذور مصادره ومنابعها، وهدفت من وراء ذلك إلى رسم صورة دقيقة لمعاوية، كما وردت عنده في المصدر موضع الدراسة. تناول ابن عساكر حياة معاوية ونشأته، فذكر أن اسمه معاوية بن أبي سفيان، صخر بن حرب، وكنيته أبو عبد الرحمن، أمه هند بنت عتبة، وكان له خمس زوجات، وله من الأبناء والبنات 5، ومن الأخوة والأخوات7. وأشار إلى صفاته الخلقية، فذكر أنه كان جميلاً، طويلاً، أبيض، أصبح، ابيض اللحية والرأس، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الأوراك، إذا ضحك انقلبت شفته العليا. أما صفاته الخلقية فذكر، أنه كان رجلاً حليماً، بسيطاً، متواضعاً، عادلاً، كريماً، داهية من دهاة العرب، وقيل إنه كان يبالغ في التجمل والهيئة بعد توليه الخلافة. تحدث ابن عساكر عن إسلامه، فذكر أنه أسلم في عمرة القضية (7هـ/628مـ)، وقيل قبلها، وقيل انه اسلم قبيل فتح مكة، وقيل عام الفتح (8هـ/629مـ) وكان عمره ثمان عشرة سنة. وكان واسع الثقافة، من الحسبة، الكتبة، الفصحة، فقيهاً وشاعراً، وخطيباً. واهتم بالحديث عن علاقته مع الرسول(ص)، حيث كان كاتبا للوحي، روى عنه 163 حديثاً، وذكر دعاء الرسول (ص) له وثناءه عليه، وأنه اشترك معه في غزوة حنين (8هـ/630مـ) وأعطاه من غنائمها. وتحدث عن دور معاوية في خلافة أبي بكر (ت13هـ/634مـ)، فذكر اشتراكه في حروب اليمامة(11هـ/632م) ضد مسيلمة بن حبيب الكذاب، وقيل إن هو من قتله. واستعراض دوره في خلافة عمر بن الخطاب (ت23هـ/643مـ)، حيث ولاه فتح قيسارية سنة (19هـ/640مـ)، وعينه واليا على الشام بعد وفاة أخيه يزيد (ت19هـ/640مـ)، وذكر إعجاب عمر به حيث سماه كسرى العرب. كما استعرض موقفه من حصار عثمان بن عفان ومقتله(35هـ/655م)، واقتراحه على الخليفة أن ينطلق معه إلى الشام ليحميه إلا انه رفض ذلك، كما أرسل إليه جيشا ليحميه. وتناول موقف معاوية من بيعة علي بن أبي طالب (ت40هـ/660مـ)، وامتناعه عن مبايعته، ومطالبته بدم عثمان بن عفان. وابرز دوره في معركة صفين (38هـ/658مـ)، وتنظيمه قبائل الشام، وقيادته لقواتها، ووصف اشتداد القتال بينه وبين علي حتى كره الناس الحرب، إلى أن اقترح عمرو بن العاص(ت43هـ/663م) عليه رفع المصاحف. كما ذكر تنازل الحسن بن علي(ت50هـ/670م) عن الخلافة له ومصالحته عام(41هـ/661مـ)، حيث بويع بالخلافة وأطلق على عام توليته عام الجماعة. اهتم ابن عساكر بالسياسة التي اتبعها معاوية مع رعيته، والتي تميزت بالشدة واللين في آن واحد، وحسن معاملته رعيته وتقبله انتقاداتهم. وأشار أيضا إلى الاتهامات التي وجهت ضد معاوية في قتل عبد الرحمن بن خالد بن الوليد (ت46هـ/666مـ)، وذلك لعظم شأنه في الشام. وتحدث عن دوره في قتل حجر بن عدي (ت51هـ/671مـ) بسبب ثورته على السلطة في الكوفة أو رفضه سب علي بن أبي طالب على المنابر، وخروج مال العراق إلى الشام. وتناول خلافه مع زياد بن أبيه (ت53هـ/672م)، حول الخلافة واحتمائه في إحدى قلاع فارس، وانتهاء خلافهما باسترضاء زياد وإلحاقه بنسبه سنة (41هـ/661مـ). وتحدث عن قضية ولاية العهد حيث عهد لابنه يزيد(ت64هـ/683م) بالخلافة من بعده وبايعه سنة (56هـ/675مـ). كما وقف على الإجراءات الإدارية التي قام بها معاوية، حيث انشأ الدواوين مثل ديوان الحكم والخاتم، واستحدث أمورا جديدة تتعلق بمظاهر الحكم، فبنى قصرا سماه قصر الخضراء، وكان أول من بوب، وأول من اتخذ الحرس، ثم صير الشرطة، وكان أول من امتنع عن القضاء، ودفعه إلى غيره، فكان له قضاة في قاعدة ملكه، ومثلهم في الأمصار. وقسم الدولة إلى ولايات مثل البصرة والكوفة والمدينة ومكة ومصر والطائف، ومركزها جميعا دمشق، واستعان بأهل الصحبة والكفاية ولاة على هذه الأمصار. واستعرض سياسته المالية وحرصه على تلبية حوائج رعيته وتقديم المساعدات لهم، وتقسيم ما يزيد عنده في بيت مال المسلمين، كما حرص على جباية الزكاة، ومنح الأعطيات، واستخدامها في تأليف القلوب، وحرص على تحصيل الجزية خصوصا من الروم. وأبرز دوره في الفتوحات على مختلف الجبهات، وخاصة الروم(42هـ/662م)-(59هـ/678م) والمغرب(41هـ/661م)-(54هـ/673م) وسجستان وخراسان. (56هـ/675م). وتحدث عن وفاته، فذكر أنها كانت عام (60هـ/679مـ) ومن أسبابها ظهور قرحة في ظهره إضافة إلى البرد الشديد الذي لازمه، وإصابته بلقوة، وذهاب عقله أحيانا. واهتم اهتماماً كبيراً بذكر الروايات التي تعرضت لحياة معاوية ونشأته وفضائله، وتناولها بميل واضح أحياناً والتزامه الموضوعية أحياناً أخرى، وأبرز دوره الكبير في صناعة حركة التاريخ، وخاصة تطورات الصراع السياسي والفكري حول مؤسسة الخلافة، واظهر انجازاته السياسية والحضارية بعد استلامه السلطة.