صورة علي بن أبي طالب في كتاب " أنساب الأشراف" لأحمد بن يحيى البلاذري (ت 279هـ / 892م)، دراسة تاريخية منهجية

Year: 
2011
Discussion Committee: 
د.عدنان ملحم - رئيساً
د. عثمان الطل - ممتحنا خارجيا
أ. د. جمال جوده - ممتحنا داخليا
Supervisors: 
د . عدنان محمد ملحم
Authors: 
زهور عبد الغني عبد الحميد ترك
Abstract: 
البلاذري احمد بن يحيى بن جابر (ت279هـ/892م) المكنى بابي جعفر ، والمولود في بغداد قبل نهاية القرن الثاني الهجري . عربي الأصل والجذور، نسبه بعض المحدثين إلى الفرس. اسرته ذات مركز اجتماعي جيد لانتمائها لطبقة الكتاب. عمل بالكتابة والشعر ورواية الأخبار والأنساب . بدأ تعليمه وهو طفل صغير، وتتلمذ على أيدي عدد من العلماء، والمحدثين، والفقهاء، والقرآء ، وتنقل بين المراكز العلمية كالعراق، والشام، والربذة. وصنف ست كتب هي "البلدان الصغير"، و"البلدان الكبير"، و"عهد أردشير"، و"الفتوح"، و"الرد على الشعوبية"، و"أنساب الأشراف"، وكانت له علاقات جيدة مع الخلفاء العباسيين مثل المأمون بن هارون الرشيد (ت218هـ/833م)، والمتوكل بن المعتصم (ت274هـ/861م) ، بينما ساء وضعه المادي في عهد الخليفة المعتمد بن المتوكل (ت279هـ/892م) بسبب تدهور أوضاع الخلافة وإفلاس الخزينة . وتميز البلاذري عن غيره من المؤرخين بأنه ضم بين طيات كتابه معظم الروايات التاريخية التي رصدت حياة علي بن ابي طالب منذ ولادته وحتى وفاته، لذلك درست الباحثة جذور مصادره ومنابعها، وهدفت من كل ذلك الى رسم صورة دقيقة لعلي ، كما وردت في هذا الكتاب موضع الدراسة . تناول البلاذري حياة علي ونشأته، فذكر أن أسمه هو علي بن أبي طالب، ويتصل نسبه بإسماعيل عليه السلام، وكنيته، أبو الحسن، وأمه فاطمة بنت أسد، وله من الأخوة والأخوات 5، ومن الزوجات 11 منهن 3 إماء، وله من الابناء والبنات 37 . وُصفَ علي بانه أسمر، أصلع، ثقيل العينين، كبير اللحية، عريض المنكبين، له عضلات ضخمة في ذراعيه وساقيه، كبير البطن، أقرب للقصر منه للطول، أما صفاته الأخلاقية فقد كان زاهداً، متواضعاً، حليماً، شجاعاً . كما تحدث عن إسلام علي فذكر بانه من أوائل الذين أسلموا وصلّوا ، و كان واسع الثقافة عالما بالقرآن والسنة والفرائض والقضاء والافتاء ، توفي عام (40هـ/660م) قتلا على أيدي الخوارج . تناول البلاذري مكانة علي عند الرسول (ص)، وبين مدى قوة العلاقة التي جمعت بينهما، وخاصة أنه تربى في حجره، فقد حظي بمكانة لم يحظ بها أحد غيره . كما ذكر مشاركته مع الرسول (ص) في كافة غزواته عدا تبوك حيث خلٌفه مكانه بالمدينة، كما أوكل إليه قيادة عدد من السرايا . وكان له دور في تثبيت دعائم الإسلام، فقد فدا الرسول (ص) بنفسه عند هجرته للمدينة، كما رد الودائع لأصحابها، وحل مشكلة خالد بن الوليد (ت21هـ/642م) مع بني جذيمة عام (8 هـ / 629م) واستطاع بذلك إسعاد الرسول (ص) . وأهتم البلاذري باستعراض موقف علي من خلافة أبي بكر الصديق (ت13هـ /634م)، حيث لم يبايعه مباشرة، وذلك بسبب إنكار حقه في الخلافة واستئثاره بها، وحرمان زوجته فاطمة (ت11هـ/ 632م) من ميراثها . وتحدث عن موقف علي من خلافة عمر بن الخطاب (ت23هـ/643م) وبين استشارات الأخير له في الأمور الدينية فقط، كما بين غضب علي منه عندما علم بأحداث مجلس الشورى ونتائجه، الأمر الذي جعله يدرك عدم رغبة عمر في وصوله للخلافة. أما عن خلافة علي فقد ذكر البلاذري عدم رغبته في تنصيب نفسه خليفة وعرضها على طلحة بن عبيد الله (ت36 هـ/ 656م) لكنه رفض وأمام اصرار المسلمين على أن تكون الخلافة له وافق شريطة ان يبايعوه في المسجد، وعرض البلاذري الولاة والصحابة الذين بايعوه والذين لم يبايعوه . وتناول البلاذري موقف علي من الانتقادات الموجهة ضد عثمان ومحاولاته المستمرة تقديم النصح له. وانتقاده بسبب عدم وفاء وعوده للأمصار، كما ذكر رفضه القاطع لحصار عثمان وقتله . وتحدث البلاذري عن موقفه من معركة الجمل عام (36 هـ/ 656م) وأدان أصحابها لخروجهم عليه، وبين أن حب الولاية والطمع المادي كان سبب خروجهم، كما ذكر محاولاته العديدة لمنع وقوع المعركة لكن دون فائدة . وأهتم البلاذري بذكر دوره في معركة صفين عام (37 هـ/ 657م)، وبين محاولاته في اقناع معاوية بن أبي سفيان (ت60هـ /680 م) مبايعته، لكنه فشل بسبب اصرار الأخير على بقائه والياً على الشام . وأظهر البلاذري أن التحكيم كان سبب تفرق أنصاره وظهور الخوارج الذين أيدوا وقف القتال وتحكيم القرآن ثم رفضوا ذلك . ودعوا عليا للتوبة ثم اعتزلوه وحاربوه.
Pages Count: 
258
الحالة: 
Published