صورة السلطان الناصر محمد بن قلاوون (693هـ-741هـ) في أدب العصر المملوكي الأول

تناولت هذه الدراسة موضوع "صورة السلطان الناصر محمد بن قلاوون (693-741هـ) في أدب العصر المملوكي الأول، وقد نبعت أهمية هذه الدراسة من الدور الهام الذي لعبه هذا السلطان في المحافظة على بلاد المسلمين خلال مرحلة حاسمة في التاريخ الإسلامي، حيث تغلب على قوة كبيرة، طالما عانى المسلمون من قهرها وظلمها واستبدادها وتسلطها على المسلمين وبلادهم، فجاء الناصر محمد وهزم هذه القوّة في معركة مرج الصُّفَّر التي سجلها التاريخ، وتمتع المسلمون بعدها بالأمن والأمان حقبة طويلة من الزمن. وقد دفعتني رغبتي في دراسة الأدب، واستمتاعي بأشعار تلك الحقبة الزمنية ونثرها للبحث عن موضوع أدبي يستحق الدراسة، فوجّهني أستاذي لهذا العنوان وبدأت أجمع المراجع والمصادر، وأُحصي الأدب شعرَهُ ونثرَهُ، حتى وقع بين يدي مجموعة أدبية يُمكن من خلالها حصر صورة السلطان محمد بن قلاوون واستخراجها. ووجدت عدداً لا يُستهانُ به من الدراسات السابقة حول هذه الحقبة شِعرها ونثرها، لكنّها لا تتناول صورة الناصر محمد بن قلاوون بشكل خاص على الرغم من أهميته وأثره، فجاءت هذه الدراسة لتكشف عن هذه الشخصية، وتستنبط الإيجابية والسلبية من خلال الأدب، وقد اعتمدت في إتمام هذه الدراسة على المنهج التكاملي. وتبيّن من خلال دراستي أن أُدباء العصر المملوكي، تابعوا السلطان الناصر محمد بن قلاوون في حلِّهِ وترحاله، وصوّروه في أمنه وحربه، وفي سُروره وحُزنه، وفي حياته وبعد مماته، راسمين له صورتين، واحدة إيجابية وثانية سلبية.