سيميائية تعلم طلبة الصف الثامن موضوع المثلثات في محيط متعدد الوسائط من الإشارات والوسائل (دراسة نوعية)

هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على العمليات السيميائية لتعلم طلبة الصف الثامن موضوع المثلثات، وذلك بالإعتماد على النظرية السيميائية الإجتماعية التي طورها الباحث الإيطالي فرديناندو أرزاريللو وذلك من خلال نموذجين سيميائيين، هما نموذج الحزمة السيميائية (Semiotic Bundle)، ونموذج فضاء الفعل والإنتاج والتواصل (Action, Production and Communication Space) والذي يختصر بـ "APC – Space". أجابت الدراسة عن السؤال الرئيس الآتي: ما العمليات السيميائية لتعلم طلبة الصف الثامن في موضوع المثلثات بمساعدة برنامج جيوجبرا (Geogebra)؟ وبشكل محدد أكثر أجابت الدراسة على السؤالين التاليين: (1) ما الحزم السيميائية التي يندمج بها طلبة الصف الثامن عندما يتعلمون موضوع المثلثات بواسطة برنامج جيوجبرا؟ (2) ما فضاءات الفعل، الإنتاج والتواصل التي يندمج بها طلبة ثامن عندما يتعلمون موضوع المثلثات بواسطة برنامج جيوجبرا؟ قامت الباحثة باختيار المشتركين في الدراسة من طلبة الصف الثامن الأساسي من المدارس الخاصة التابعة لمديرية التربية والتعليم في مدينة نابلس، وأن شرط الاختيار أن يكون متوسط العلامة في الرياضيات هو 80 فما فوق. وتم تقسيم المشتركين إلى مجموعتين، مجموعة من الذكور تتكون من طالبين (يوسف وكريم)، ومجموعة من الإناث تتكون من طالبتين (منال وحلا)، وقامت الباحثة بتعليمهم وحدة المثلثات في الهندسة، وقد أعدت مسبقا، وأخذ بعين الإعتبار أن تكون ملائمة لاستخدام برنامج جيوجبرا(Geogebra) . وقامت الباحثة بمراقبة ومتابعة استخدام الطلبة للرموز والإيماءات والإشارات – الجسدية / اليدوية واللفظية، والأنواع المختلفة من الرموز الجبرية والهندسية أثناء عملية التعلم، وقامت بتوثيق عمل عينة الدراسة بالصوت والشكل (صوتي- مرئي)، ثم قامت الباحثة بتفريغ المشاهدات، ثم تحليل مخرجات ونتائج التجربة وذلك باستخدام النظريتين السميائيتين السالفتين الذكر. أظهرت نتائج البحث أن الطلبة قاموا بأفعال من أنواع مختلفة، منها أفعال إدراكية، وأفعال ما وراء إدراكية، وأفعال سلوكية، وأفعال ما وراء سلوكية. أيضا قاموا بإنتاجات متنوعة منها إدراكية وماوراء إدراكية، تلك الأفعال والإنتاجات قام بها الطلبة عن طريق التواصل الكلامي والإشاراتي. وقام الطلبة باستخدام سجلات سيميائية مختلفة من كلامية وإشاراتية وهندسية وعددية ودينامية وكتابية، وأن هناك تفاعلات مخلتفة ومتنوعة قام بها الطلبة مستخدمتين السجلات المذكورة. وبناء على النتائج التي تم التوصل لها تشير الباحثة إلى التوصيات التالية، مؤكدة على أهميتها وضرورة الأخذ بها للإرتقاء بمستوى أداء الطلبة في مادة الرياضيات. من الضروري استخدام برنامج جيوجبرا في تعليم الطلبة مادة الرياضيات، حيث أن جيوجبرا مكن الطلبة من التحضير للموقف الرياضي ومن استكشاف مواقف رياضية جديدة وحدهم، وكذلك مكنهم من القيام بأفعال من الصعب القيام بها على الورق. وتؤكد الباحثة على أهمية إعطاء الطلبة الفرصة لمعالجة نظريات جديدة بالإعتماد على النظريات التي تعلموها وبدون إرشاد وتدخل كبير من قبل المعلمة. توصي الباحثة أيضا بإجراء مزيد من الدراسات الكيفية (النوعية) حول موضوع الفهم الرياضي، واستخدام النظريتين السيميائيتين المستخدمتين في هذا البحث من أجل تحليل هذا الفهم.