Discussion Committee:
د. نظام عزت العباسي - رئيساً
د. محمد عطا الله - عضواً
د. حماد حسين - عضواً
د. بهجت صبري - عضواً
Authors:
عبد العزيز أمين موسى عرار
Abstract:
تعتبر الفترة التاريخية الممتدة بين عامي 1800- 1982 فترة تاريخية مهمة في المشرق العربي، التي تعرضت لمجموعة أحداث خطيرة ، أهمها الهجوم الاستعماري الغربي، وتفتيت المنطقة العربية وقيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، وظهور أفكار مختلفة الاتجاهات.
كانت فكرة القومية أهم الأفكار التي هبت من أوروبا على الوطن العربي بعد قيام الثورة الفرنسية عام 1789، وهي تقوم على تحقيق وحدة الكيانات المجزأة، وقيام الدول القومية، وتحقيق الحرية والمساواة.
كان رواج الفكرة القومية كبيراً في البلاد العربية، بسبب الحاجة لتحقيق الوحدة وطرد الاستعمار. تعتبر سوريا الطبيعية أكثر البلاد العربية نشاطاً في مضمار الفكر القومي العربي، وأسهم موقعها الاستراتيجي في التقاء تيارات فكرية مختلفة، وقد مثل حزب البعث الذي أسسه ميشيل عفلق، وصلاح الدين البيطار عام 1940 نقطة التقاء بين تيارات فكرية وسياسية عديدة.
يمثل حزب البعث العربي الاشتراكي نقلة نوعية في الفكر القومي العربية بعد أن نقله من القومية المجردة إلى فكرة القومية العربية الشاملة ذات الأسس النظرية، والتي صاغها في ثالوثه: الوحدة، والحرية، والاشتراكية.
استقطب البعث اهتمام الجماهير الشعبية في فلسطين بعد هزيمة 1948، حيث وجدت فيه ما يمثل طموحها لتحقيق الوحدة لتحرير فلسطين من من الصهيونية الغازية، وكان التيار القومي العربي هو التيار المسيطر والأقرب للجماهير العربية من بين التيارات السياسية المختلفة، وقد جاءت الوحدة المصرية-السورية عام 1958-1961 تتويجا لنشاطها وتوسعها.
كان عام 1961 نقطة تحول في تاريخ البعث، وانخفاض شعبية التيار القومي العربي في فلسطين بسبب فشله في تحقيق الوحدة المصرية- السورية، ثم جاء انشقاق حزب البعث في عام 1966 ليضعف الحزب في الأقطار العربية، وسببت هزيمة حزيران 1967 تراجعاً في شعبية التيار القومي العربي، الذي يضم حزب البعث والناصرية وبينما كان تيار القومية العربية يتراجع، كان تيار الكيان السياسي الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية يستقطب الجماهير الفلسطينية.
عمل حزب البعث على تطوير نظرته للقضية الفلسطينية منذ عام 1959، وطرح أهمية إبراز الدور الطليعي للشعب الفلسطيني في تحرير فلسطين، وبعد عام 1965 عزز اهتمامه بتبني شعار حرب التحرير الشعبية لتحرير فلسطين، وبعد هزيمة حزيران 1967 قام بتأسيس فصلين هما: منظمة طلائع حرب التحرير الشعبية "قوات الصاعقة"، وجبهة التحرير العربية.
ظل حزب البعث ومنظمتيه أوفياء للنهج القائل برفض الصلح مع الصهيونية الغازية حتى اليوم، كما أن منظماته وقفت ضد محاولات الأردن ولبنان لتطويق العمل الفدائي، وخاضت معارك الدفاع عن الثورة الفلسطينية بين عامي 1970- 1976م.
رغم ذلك لم تكن هاتين المنظمتين بمستوى جماهيرية منظمة الفتح، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كما أنها تأثرت بالهزات السياسية، وبأوضاع العراق وسوريا، ودورهما في القضية الفلسطينية.
لقد تراجعت منظمة الصاعقة، ولا يسمع لها صوت في فلسطين، بينما ظلت جبهة التحرير العربية تمارس نشاطها إلى اليوم، وتشارك في انتفاضات الشعب الفلسطيني بفضل دعم حزب البعث العراقي للقضية الفلسطينية، وكان لموقف العراق تجاه الهجمة الأمريكية الغربية الشرسة أثر كبير في رفع رصيد (ج. ت.ع) كوسيلة للوقوف في وجه هذا التكتل الغربي.