تلمسان في العهد الزياني 633 - 962هـ / 1235 - 1555م

Year: 
2002
Discussion Committee: 
د. هشام أبو رميله - رئيساً
أ. د. جمال جودة - ممتحناً داخلياً
د. عمر شلبي - ممتحناً خارجياً
Supervisors: 
د. هشام أبو رميله
Authors: 
بسام كامل عبد الرازق شقدان
Abstract: 
منذ توجه الفتوحات العربية الإسلامية نحو الغرب- إفريقيا والمغرب- ظهر لتلمسان دور مهم في المنطقة بسبب موقعها الجغرافي المميز, وسكن بعض القبائل البربرية في محيطها, مما مكنها من التحكم بالطرق المؤدية للمغرب الأقصى, وبالتالي تحكمها بالداخل والخارج من المنطقة. وقد تجمع البربر قرب تلمسان للوقوف ضد تقدم المسلمين غرباً مما دفع بالمسلمين للتوجه نحوها مباشرة وضمها تحت لوائهم بعد القضاء على حركة المقاومة البربرية- النصرانية المتمركزة في محيطها, وبعد مد وجزر بين المسلمين والبربر استطاع الوالي المسلم حسان بن النعمان إخضاعها واتخاذها إداريا للمسلمين في المنطقة, وأكد القائد طارق بن زياد على مركزية المدينة عندما اتخذها قاعدة خلفية لجيوش المسلمين المتجهة لفتح الأندلس سنة 92هـ/ 711م. بعد انتقال السلطة في المشرق للعباسيين سنة 132هـ/750م استمرت تلمسان تلعب دوراً مميزاً ومختلفاً عن باقي مدن المنطقة, إذ ظهرت في المدينة حركة ثورية ضد الدولة العباسية عرفت بالحركة الصفرية- الخوارج- بقيادة أبي قرة اليفرني, مما كلف الدولة الكثير من الرجال والأموال لإعادة إخضاع المدينة والمنطقة لسيطرتها. لم تدم السيطرة العباسية على المدينة طويلاً إذ سرعان ما دخلت تحت سيطرة الادارسة في المغرب الأقصى وأصبحت الحد الفاصل بينهم وبين الأغالبة ولاة العباسيين في المنطقة. شهدت المدينة صراعاً قوياً للسيطرة عليها بعد انهيار دولة الأدارسة, بين الأمويين في الأندلس والمغرب الأقصى, والفاطميين وولاتهم في المغرب الأدنى, وشجع كل طرف منهما إحدى القبائل للسيطرة على المدينة وحكمها, وقد استمر ذلك الصراع أكثر من قرن ونصف إلى أن دخلت المدينة تحت السيطرة المرابطية, وأصبحت أحد أهم مراكز ولاياتهم خاصة أنها تقع على حدودهم الشرقية, وبعد سيطرة الدولة الموحدية على الدولة المرابطية 539هـ/1145م استمرت المدينة مركزاً إداريا في المنطقة, وزادت أهميتها بعد صمودها أمام ثورة ابن الغانية بفضل قبيلة عبد الواد البربرية القريبة منها. استغلت قبيلة بني الواد البربرية ضعف الدولة الموحدية, فسيطرت على تلمسان, وبذلك بدأت مرحلة جديدة ونقلة نوعية في تاريخ المدينة امتدت من سنة 633- 962هـ/ 1235- 1555م, أصبحت خلالها عاصمة لدولة إسلامية شملت المغرب الأوسط- الجزائر- وأصبحت من أهم ثلاث مدن في المغرب الإسلامي وهي فاس وتلمسان وتونس. برزت شخصية المدينة وخصوصيتها في النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية, فقد لعبت المدينة دور الوسيط التجاري داخل البحر الأبيض المتوسط بين أوروبا شمالاً وبلاد الصحراء جنوباً, مما ساعد على ازدهارها سياسياً وعمرانياً وفكرياً, وانعكس ذلك على سكانها بشكل إيجابي. وقوع تلمسان في الوسط بين فاس في المغرب, وتونس في الشرق, جعل المدينة محط أنظار الجوار, ودفعهم بصورة دائمة لمحاولة السيطرة على المدينة وإخضاعها, مما سبب صراعاً بين العواصم الثلاث استمر حوالي ثلاث عقود, نتج عنه في النهاية ضياع الأندلس وضعف الدول نفسها وعدم قدرتها على مقاومة القوى المسيحية الأوروبية من اسبانية وبرتغالية. لا أحد ينكر دور الصراعات الداخلية في ضعف تلمسان والدولة الزيانية وتراجع مكانتها, فالثورات التي قام بها أفراد الأسرة الزيانية, واستنجادهم بدول الجوار ساعد على تغذية الرغبة لديهم في السيطرة عليها, وأدى إلى ضعفها وسقوطها فريسة سهلة بين الأسبان والعثمانيين.
Full Text: 
Pages Count: 
295
الحالة: 
Published