الولايات المتحدة الأمريكية والتحولات الثورية الشعبية في دول محور الإعتدال العربي (2010-2011)

Year: 
2012
Discussion Committee: 
د. عثمان عثمان/ مشرفا رئيساً
د. عبد الرحمن الحاج إبراهيم / ممتحناً خارجياً
د. إبراهيم أبو جابر / ممتحناً داخلياً
Supervisors: 
د. عثمان عثمان/ مشرفا رئيساً
Authors: 
عبد الله عبد الحليم أسعد عبد الحليم
Abstract: 
تسعى هذه الدراسة إلى تحليل الموقف الأمريكي من الثورات والإحتجاجات الشعبية في دول محور الإعتدال العربي، وذلك للوقوف على الأهداف، والغايات الكامنة خلف الموقف الأمريكي الذي بدا مختلفا بل ومتناقضا أحيانا تجاه الثورات، والإحتجاجات التي اندلعت في دول محور الإعتدال العربي، التي رفعت بشكل عام نفس الشعارات والمطالب. لقد وقعت هذه الثورات والإحتجاجات في دول تُعتبر من أصدقاء الولايات المتحدة في المنطقة العربية، وتصنف ضمن دول محور الإعتدال العربي. امتدت حدود الدراسة المكانية لتشمل كل من: تونس، ومصر، واليمن، والبحرين. فيما اقتصرت الحدود الزمانية للدراسة على الفترة الزمنية الواقعة منذ بدايات الثورة التونسية17) كانون أول/ديسمبر 2010( وحتى انتهاء الثورة اليمنية بتاريخ ( 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2011). طرحت الدراسة عدة أسئلة حول أسباب تباين الموقف الأمريكي من كل ثورة من تلك الثورات، وتمحور السؤال الرئيس حول الإستراتيجية الأمريكية في التعامل مع الثورات الشعبية العربية في دول محور الإعتدال العربي، وفي معرض الإجابة على تلك الأسئلة قدمت الدراسة عددا من الفرضيات، كان أهمها: تلك الفرضية التي تنطلق من أن الولايات المتحدة الأمريكية وخلال متابعتها لأحداث الثورات والإحتجاجات الشعبية العربية، إنما حرصت في المقام الأول على حماية مصالحها، والحفاظ على مكتسباتها، وامتيازاتها في دول محور الاعتدال العربي، في ظل التحولات والتغيرات الثورية الجديدة، وأن التباين في الموقف الأمريكي من ثورة إلى أخرى، إنما كان مرتبطا بتغير الأساليب والأدوات والوسائل، ولا يصل إلى الأهداف التي ظلت ثابتة ودون تغيير يذكر، حيث تمحورت هذه الأهداف في المحافظة على استمرارية العلاقة الأمريكية القوية مع هذه الأنظمة العربية، وعلى بقائها ضمن المعسكر الغربي غير المعارض على الأقل لاستمرار العلاقة، والتعاون السياسي والاقتصادي بل والامني مع واشنطن. قُسمت الدراسة إلى خمسة فصول دون المقدمة والخاتمة،حيث تطرق الفصل الأول إلى: سياسات الولايات المتحدة في المنطقة العربية قبل اندلاع الثورات الشعبية الحديثة، موضحا أسباب اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة العربية، ومتناولا التباين الظاهر في سياسات الولايات المتحدة تجاه المنطقة خلال الحرب الباردة وبعدها، وعُقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001،وأخيرا سياساتها تجاه المنطقة العربية، بعد الإنتخابات المصرية عام 2005 والفلسطينية عام 2006. تناولت الدراسة بالبحث الثورات الأربع التي وقعت في دول محور الإعتدال العربي، وهي: الثورة التونسية، والثورة المصرية، والثورة اليمنية، والإحتجاجات البحرينية، وأفردت لكل واحدة منها فصلا بحثت خلاله في العلاقات الأمريكية بنظام كل دولة من تلك الدول قبل بدء الثورة، ثم حاولت أن تفسر وتحلل الموقف الأمريكي من أحداث كل ثورة على انفراد، للوصول إلى حقيقة غايات وأهداف موقف الولايات المتحدة من كل ثورة من تلك الثورات. وفي الختام خلصت الدراسة إلى أن الإدارة الأمريكية تعاملت مع الثورات العربية في دول محور الإعتدال انطلاقا من قاعدة تحقيق المصلحة الأمريكية، والحفاظ على مكتسباتها، والسعي للحد من الآثار السلبية للثورات العربية على المصالح الأمريكية في المنطقة، وأن القيم والمُثل التي ما فتأت إدارة الرئيس الأمريكي أوباما تنادي بها، لم تكن إلا في التصريحات والمواقف المُعَدة للإستهلاك الإعلامي فقط، وأن الإدارة الأمريكية حين كانت تطالب بوقف العنف وبحماية الحريات والحقوق، وتطالب بالسماح بحرية التظاهر السلمي، لم يكن دافعها في ذلك قِيميّا، وإنما كانت تهدف إلى تلميع صورتها أمام الآخرين، وإظهارها باعتبارها واحة الديمقراطية والحرية في العالم، وداعمة للثورات العربية، ولحركة التغيير فيها انطلاقا من أن التغيير السياسي أصبح حتميا, وأن الوقوف في وجه حركة التغيير، والجماهير العربية سوف ينعكس سلبا على مصالحها، واستمرار علاقاتها القوية مع الانظمة الجديدة في بلدان محور الاعتدال العربي، ويوقعها في تناقض واضح مع شعاراتها المعلنة المطالبة منذ فترة ليست بالقصيرة في الاصلاح والحرية والديمقراطية، إضافة إلى قناعة الإدارة الأمريكية بأن دعمها لهذه الانظمة العربية سوف يضعها في خندق واحد مع أنظمة القمع والاستبداد التي بدت تلوح نهاياتها في الافق، ضد الثورات الشعبية العربية المطالبة بالحرية والعدالة والديمقراطية، مما سيعرض مصالحها وتواجدها القوي في هذه البلدان العربية الموالية لواشنطن للخطر.
Pages Count: 
184
الحالة: 
Published