العرب في شمال الجزيرة العربية ووسطها قبل البعثة في كتابات المؤرخين المسلمين حتى نهاية القرن الرابع الهجري /دراسة منهجية في الحياة الدينية والمعتقدات

Year: 
2013
Discussion Committee: 
د. عدنان ملحم/ مشرفا رئيساً
د. عامر نجيب/ ممتحنا خارجيا
أ.د. جمال جوده/ممتحنا داخليا
Supervisors: 
د. عدنان ملحم/ مشرفا رئيساً
Authors: 
هناء أحمد عبد الرحيم مسامح
Abstract: 
استعرضت الدراسة صورة الحياة الدينية في شمال الجزيرة العربية ووسطها عند ثمانية من المؤرخين المسلمين الذين عاشوا في القرنين الثالث والرابع الميلاديين وهم: هشام ابن السائب الكلبي (ت 204هـ/819م) وعبد الملك ابن هشام (ت 218هـ/834م) ومحمد ابن حبيب البغدادي (ت 245هـ/859م) ومحمد ابن عبد الله الأزرقي (ت 250هـ/864م) وأحمد ابن يحيى البلاذري (ت 279هـ/892م) وأحمد ابن أبي يعقوب (ت 292 هـ/ 905م) ومحمد ابن جرير الطبري (ت 310هـ/922م) وعلي ابن الحسين المسعودي (ت 346هـ/957م)، فدرست خلفياتهم السياسية و الثقافية والاجتماعية، والمصادر التي استقى منها المؤرخون رواياتهم، وقد أوضحت الدراسة أن عرض المؤرخين لموضوع أديان العرب جاء بصورة عشوائية ومتفرقة، وذلك من خلال عرضهم لتاريخ العرب بعامة وقريش بخاصة. بدأت الدراسة عرضها بتعريف الدين لغة واصطلاحاً، فالدين لغة هو الخضوع والانقياد، أما اصطلاحاً فهو الإيمان بقوى خفية جديرة بالطاعة والعبادة، وقد انقسم العرب في ديانتهم ما بين مؤمن بالأديان بالسماوية و التوحيدية كاليهودية و النصرانية و الحنيفية و الصابئة والمجوسية، وما بين معتقد بالأديان الأرضية كالوثنية. أشارت الدراسة إلى أن اليهودية هي إحدى الديانات السماوية التي بعث بها موسى عليه السلام مؤيداً بالتوراة، وقد انتشرت في شمال الجزيرة العربية ووسطها فانحصرت في بعض واحات الحجاز، وأقام يهود العرب طقوسهم الدينية التي تمثلت بالصلاة جهة بيت المقدس التي تبدأ بالنفخ بالأبواق، وتقديس يوم السبت والإكثار من الصلاة فيه، وصيام يوم عاشوراء. أما النصرانية، فأطلقها المؤرخون على أتباع عيسى عليه السلام ومن آمن به وبكتابه الإنجيل، فانتشرت في شمال الجزيرة العربية بين قبائل بهراء وبلي وجذام وبني لخم و سليح التي دانت بولائها للإمبراطورية البيزنطية، وكذلك انتشرت أيضاً في وسط الجزيرة في أقاليم الحجاز ونجد واليمامة، فجاء انتشارها فيها ضئيلاً انحصر في بعض زعامات القبائل و الموالي من النصارى. تبدأ الطقوس الدينية عند النصارى بالتعميد أو المعمودية، وإقامة الصلاة جهة المشرق، ويسبق ذلك دق النواقيس، ويصومون مدة خمسين يوماً، ويتقربون إلى الله بالترهب والاعتكاف في الكنائس، ويحتفلون بأعيادهم كعيد الفصح والصليب والشعانين. وتناولت الدراسة الحنيفية، وهي ديانة ابراهيم عليه السلام، وأشارت المصادر إلى أن العرب في أصلهم حنفاء على ملة ابراهيم عليه السلام، إلا أن عمرو بن لحي الخزاعي (ب.ت) غيّر دين الحنيفية ودعا إلى الشرك، وتشير الدراسة إلى ظهور مجموعة من الحنفاء في النصف الثاني من القرن السادس الميلادي، برز منهم زيد بن عمرو بن نفيل (ت 606 م)، وتتلخص طقوسهم الدينية في التأله والتحنث، ورفض عبادة الأوثان والدعوة إلى التوحيد. وأشارت الدراسة إلى المجوسية، وهي ديانة فارسية قديمة تقوم على تقديس الكواكب والنار، وقد أشار اليعقوبي والمسعودي إلى ارتباط المجوسية بزرادشت (ت 581 ق.م) الذي دعا إلى عبادة إله واحد وهو أهورامزدا، فألف لهم كتاباً مقدساً أسماه (أفيستازند) ضمنه المبادئ والشرائع الدينية. وقد جاء انتشار المجوسية ضعيفاً في شمال الجزيرة العربية ووسطها، وانحصر في قبيلة تميم التي امتدت ديارها من نجد إلى الحدود مع البحرين، وتتلخص طقوسهم الدينية في تعظيم النيران وتقديسها وتقديم القرابين، واتخاذ بيوتها محجات، والاحتفال بأعيادها كعيدي النيروز والمهرجان. وتناولت الدراسة الأديان الأرضية التي تمثلت بعبادة العرب للأصنام والأوثان، فقدمت تعريفاً لها، وأوضحت أن المؤرخين استخدموا اللفظين للدلالة على كل ما عبد من دون الله، وأجمعت المصادر على أن أول من أدخل عبادة الأصنام إلى الجزيرة العربية هو عمرو ابن لحي الخزاعي، الذي كان سيداً مطاعاً في قومه وذا دين متبع. وقد اشتهر منها في شمال الجزيرة العربية ووسطها اللات والعزى ومناة وهبل وود وسواع وذو الخلصة والأقيصر وإساف ونائلة، وقد تقدم لها العرب بكل مظاهر التقديس والعبادة إلى أن هدمت في ظل الحملة التي أطلقها الرسول عليه السلام لهدم الأصنام في الجزيرة العربية بعد فتح مكة عام (8هـ/637م). وتناولت الدراسة بيوت العبادة أو المعابد، وهي الأماكن المخصصة التي أقيمت فيها الطقوس الدينية، فأشارت إلى تلقي اليهود تعاليمهم الدينية في بيوت خاصة عرفت ببيت المدارس أو المدراش، وقد خضعت لإشراف رجال الدين الذين عرفوا بين العرب بالأحبار و الربانيين. وأشارت إلى إقامة النصارى طقوسهم الدينية في الكنائس والأديرة والهياكل، فخضعت لإشراف رجال الدين، الذين تسلسلوا في السلم الوظيفي ابتداء من البطريرك وإنتهاء بالراهب والشماس. وأقام المجوس طقوسهم الدينية في بيوت النيران التي جددت في عهد زرادشت، فخضعت لإشراف رجال الدين وعلى رأسهم الموبذ موبذان والهربذ، بينما قام القِطن على خدمة هذه البيوت. وأشارت المصادر إلى إقامة العرب طقوسهم الدينية في بيوت الأصنام التي انتشر العديد منها في شمال الجزيرة العربية ووسطها ويأتي على رأسها الكعبة وبيت اللات وبيت العُزى وبيت ذي الخلصة وبيت الأقيصر، وقد أسهبت المصادر في الحديث عن الكعبة التي حظيت باحترام وتقديس العرب، فاستعرضت أطوار بناء الكعبة منذ البناء الأول لها على يد الملائكة وانتهاء بتجديد قريش لها قبل البعثة. وتناولت الدراسة الطقوس الدينية عند العرب قبل الإسلام وعلى رأسها الحج والعمرة، فأجملتها في الإهلال والتلبية، والطواف بالكعبة والوقوف بعرفة ومزدلفة ورمي الجمار وإهداء البُدن، وأرجعت أصل تمسك العرب بها إلى عهد إبراهيم عليه السلام. وأشارت إلى أن العرب مارسوا الصلاة في ظروف مختلفة، فكانت صلاتهم عند الكعبة مزيجاً من الصراخ والتصفير والتصفيق استناداً لقوله تعالى: ﭽ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭼ . وأكدت الدراسة إلى أن العرب تقربوا إلى آلهتهم بالقرابين التي شملت جميع أنواع القرابين، كما وألزموا أنفسهم بالنذور، ومن أشهر نذورهم الحيوانات التي حبست باسم الآلهة كالسائبة والبحيرة والوصيلة والحام. استعرضت الدراسة الوظائف الدينية وعلى رأسها السدانة، حيث أشارت إلى تخصيص العرب لكل بيت من بيوت الأصنام سدنة للقيام على أمورها وقد حظي هؤلاء بمنزلة عالية جعلهم يحتفظون بها ويجعلونها وراثيةً بين أبنائهم، وقد ارتبطت سدانة الكعبة قبل الإسلام بأولاد قصي بن كلاب. وتناولت دور الكهان في الحياة الدينية، فهم بمثابة رجال الدين والقضاة والحكام بين العرب الناطقين بإسم الآلهة، وقد اشتهر عدد من الكهان والكاهنات في الجزيرة العربية. وتناولت الدراسة الحديث عن النسيء، حيث لجأ العرب لتقديم الأشهر الحرم وتأخيرها، لتحقيق مصالحهم التجارية التي ارتبطت بالحج، وقد تولى بني كنانة مهمة النسئ عند العرب حتى قدوم الإسلام. وأشارت الدراسة إلى أن العرب أرادوا معرفة مستقبلهم باستخارة آلهتهم فلجأوا إلى الاستقسام بالأزلام والطرق والطيرة والقيافة.
Pages Count: 
268
الحالة: 
Published