الحبّ في الله في ضوء الكتاب والسنّة

الحبّ في الله ليس مجرد مصطلح أو انفعال عاطفي مقترن باسم الله، بل لا بدّ له من أسباب وشروط وآداب ومستلزمات حتى يكون حباً حقيقياً يقبله الله عزّ و جلّ ويرضاه، فهو يسهم في تقوية العلاقات بين المسلمين وتكاتفهم، حتى لا يكونوا لقمة سائغة في أفواه أعداء الإسلام. لهذا تناولت في بحثي المتواضع مفهوم الحبّ في الله من حيث اللغة والاصطلاح ودلالته في المصطلح القرآني ونظائره وأشباهه، موضّحة الفروقات بينه وبين الحبّ البشري السائد المتفشي في مجتمعاتنا بشكل يندى له الجبين ويضيق معه الصدر. ثم بدأت بعرض أسباب الحبّ في الله وشروطه وآدابه التي تعمّق المحبة بين المتحابين من خلال الاستشهاد بالعديد من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تظهر هذه المستلزمات. ثمّ قمت ببيان صفات المتحابين في الله كي يقتدي ويتحلّى بها كل مسلم يريد أن تدوم علاقاته مع إخوانه، وأوضحت حقوق المتحابين العامة والخاصة مع بيان حكم هذا النوع من أنواع الحبّ بين البشر والذي يُعد الأساس الذي ينبغي أن يتفشى بين المسلمين. ثم أبرزتُ مضامين الحبّ في الله، وجزاءه ومنزلته عند الله، فيهفو القلب لمن نحبّ في الله. وبعد ذلك عرضت المحاذير والنواهي والتي لابدّ من اجتنابها حتى لا تفسد رابطة الحبّ في الله وتضعفها وقد تنهيها في بعض الأحيان فتفتر في قلوب المتحابين، مما يسهم في إضعاف الأمّة الإسلامية وتفككها وإشاعة الحسد والبغضاء والضغينة والشحناء بين أبنائها. وفي نهاية بحثي كان لابدّ من دراسة تطبيقية من خلال نماذج مختارة قطفتها من السيرة النبوية أؤصّل بها هذا الخُلُق الإسلاميّ الأصيل لتصوّر هذه العلاقة التي باركها الله تعالى، مع مراعاة الترتيب للموضوع وتبويبه بالشكل المناسب ليسهل على القارئ الكريم القراءة والإفادة. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات