الابتلاءات الخارجية في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم واثرها في بناء شخصية الداعية في ضوء القران الكريم

تبحث هذه الدراسة في موضوع من موضوعات القرآن الكريم, وهو الابتلاءات والمحن التي لاقاها رسول الله  أثناء نشره وجهره بالدعوة, والتي مارسها أعداؤه للنيل من دعوته والتقليل من أتباعه, ثم بحثت الدراسة في آثار تلك الابتلاءات على شخصية الداعية, وتتكون الدراسة من ثلاثة فصول وهي على النحو الآتي: تتكون هذه الدراسة من ثلاثة فصول وخاتمة؛ تناولت في الفصل الأول معنى الابتلاء في اللغة والاصطلاح, وحتمية وقوعه فهو سنة من سنن الله في الكون, ثم ذكرت بعض الحكم من الابتلاء والتي منها: أن الابتلاء ضرورة للتمكين والظفر, فما من منحة إلا وسبقتها محنة, ومنها التصفية والتمايز بين المؤمن الحق وبين المنافق, ومن حكم الابتلاء تطهير النفس وتزكيتها برفع درجاته وتكفير سيئاته,ومن حكمه أيضاً محاسبة الذات ومراجعة وتقويم العمل. أما الفصل الثاني: فقد ذكرت فيه صور الابتلاءات الخارجية في حياة الرسول  في القرآن الكريم, وهذه الابتلاءات قد مورست من قبل أعدائه  أمثال كفار قريش ويهود ومنافقين, وهذه الابتلاءات على الترتيب: الإعراض والمعاندة, والسخرية والاستهزاء, ومحاولات الإغراءات الدنيوية والمساومة على الدين, والحرب الإعلامية, والطرد والمطاردة, والتخويف والتهديد, والحصار ومحاولة السجن, والإيذاء الجسدي ومحاولات الاغتيال. أما الفصل الثالث: ذكرت فيه أثر ابتلاءات الرسول  الخارجية في بناء شخصية الداعية, واقتصرت على أهم هذه الآثار وهي: الصبر والثبات, والثقة بصحة الطريق, والتيقن من سلامة المنهج, واستشعار معيّة الله في كل ابتلاء وأذى, والتركيز على الهدف الأساسي وعدم الالتفات لدعاوى أهل الباطل, والتخطيط لمجابهة الابتلاء وعدم الاستسلام له أو التكيف معه, وآخر هذه الآثار؛ اليقين بنصر الله, فنصر الله عز وجل لدينه وأولياءه هو حقيقة قرآنية أثبتها الله في كتابه وسنة نبيه , وهذا ما يحقق بالنفس ذلك اليقين والثقة والاطمئنان لما يحمله من فكر وأهداف نبيلة مهما لاقى في حياته من ابتلاء ومحن. أما الخاتمة، فتوجز الحديث في أهمّ النتائج التي توصل إليها الباحث عبر هذه الدراسة.