الأمراض في مدينتي نابلس و طولكرم /دراسة مقارنة في الجغرافيه الطبية

قامت الباحثة بهذه الدراسة للتعرف على أهم الأمراض المنتشرة في مدينتي نابلس وطولكرم وتوضيح دور العوامل البيئية (الطبيعية و البشرية ) في انتشار الأمراض في المدينتين بحيث تعتبر الأمراض مشكلة صحية حقيقية يعاني منها اغلب السكان في الوطن ، و قد تجاوز تأثير العديد من الأمراض الجوانب الصحية للأفراد إلى حدوث بعض التأثيرات على مستوى إنتاجيتهم و قدرتهم في العمل و التكيف مع البيئة المحيطة بهم . وهدفت هذه الدراسة إلى معرفة دور البيئة الجغرافية في ظهور و انتشار بعض الأمراض في المدينتين ، و إبراز و تأكيد دور الجغرافي في تتبع الظاهرات المرضية الأكثر انتشارا في المدن الفلسطينية ، كما هدفت إلى التعرف على خصائص السكان ( الديمغرافية و الاقتصادية والاجتماعية ) و توضيح أثرها على الأوضاع الصحية ، و معرفة من هي الجهات المسؤولة عن تقديم الخدمات الصحية في المدن الفلسطينية . و لتحقيق أهداف الدراسة تم تصميم أداة الدراسة المتمثلة بالاستبانة بما يتناسب مع أغراض الدراسة و أهدافها ، بحيث اشتملت على مجموعة من الأسئلة ، و كانت مقسمة إلى ثمانية أقسام القسم الأول و كان الهدف منه تشجيع المبحوثين على الإجابة على فقرات الاستبانة بموضوعية القسم الثاني و كان الهدف منه التعرف على المعلومات الخاصة بالسكان مثل المعلومات الديموغرافية و منها مكان الإقامة ،الجنس ، و عدد أفراد المسكن ، أما القسم الثالث فكان الهدف منه الحصول على معلومات عن رب الأسرة منها العمر و المستوى التعليمي و صلة القرابة بين الزوجين ، و القسم الرابع و كان الهدف منه الحصول على معلومات عن أهم الأمراض المنتشرة في منطقة الدراسة ، و القسم الخامس اشتمل على معلومات عن التامين الصحي ، و القسم السادس اشتمل على معلومات عن مياه الشرب المستخدمة في المدينتين ، والقسم السابع كان الهدف منه معرفة مدى الوعي الصحي للسكان عن النظافة الصحية . و القسم الأخير اشتمل على معلومات عن النفايات و كيفية التخلص منها في المدينتين . وتم إجراء الدراسة على عينة تكونت من 530 فرد في المدينتين و تم اختيار العينة بطريقة الطبقة العشوائية بحيث اشتملت على جميع الأحياء في المدينتين و تم جمع البيانات الخاصة بمنطقة الدراسة ميدانيا و عن طريق المقابلة الشخصية ، و استخدمت الباحثة المنهج الإقليمي والمنهج الوصفي بالإضافة إلى المنهج التحليلي في الدراسة و ذلك لمناسبتهم لأغراض الدراسة و أهدافها ، و بعد جمع البيانات تم إدخالها إلى برنامج الرزم الإحصائية (spss) ومن ثم تحليل النتائج باستخدام المعالجة الإحصائية اللازمة . وخلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج منها ، أن أكثر الأمراض انتشارا في مناطق الدراسة هي أمراض السكري و ضغط الدم و حساسية الجلد و مرض القلب ، و ارتفاع نسبة المصابين بمرض السرطان في مدينة طولكرم عنها في مدينة نابلس ،و أن للظروف المناخية ودرجات الحرارة تأثير واضح و مباشر على حياة الإنسان ، و مع انتشار بعض الأمراض في المدينتين خاصة أمراض الجهاز التنفسي و أمراض العيون و أمراض العظام و المفاصل كما بينت نتائج الدراسة انه كلما زادت نسبة التعليم قلت نسبة الإصابة بالأمراض لدى سكان المدينتين نتيجة لزيادة الوعي الصحي و الثقافة الصحية حول الأمراض المنتشرة في مناطق الدراسة و كيفية علاجها إذا تم الإصابة بها . وبناءا على هذه النتائج قدمت الباحثة مجموعة من التوصيات : منها تفعيل دور وسائل الإعلام المختلفة أشكالها و أنواعها بأهمية نشر الوعي الصحي بين المواطنين عن أهم الأمراض المنتشرة في منطقة الدراسة و كيفية الوقاية منها و زيادة الوعي حول ظاهرة زواج الأقارب و ما ينتج عنها من أمراض وراثية ، بالإضافة إلى تثقيف العاملين في مختلف المجالات حول الأمراض التي تنتج عن طبيعة عملهم ، و تزويدهم بوسائل الوقاية و السلامة العامة أثناء أوقات العمل .