ارتباط المستوى الأخلاقي بالتنمية السياسية للأمة العربية

Year: 
2010
Discussion Committee: 
أ. د. عبد الستار قاسم - مشرفاً ورئيساً
د. أيمن طلال - ممتحناً خارجياً
د. نايف أبو خلف - ممتحناً داخلياً
Supervisors: 
أ.د. عبد الستار قاسم
Authors: 
يوسف عبد الرحيم حسن شبلي
Abstract: 
تعيش الأمة العربية اليوم حالة من الاغتراب وفقدان الذات، واهتزاز هويتها الثقافية والحضارية، وأصبح المواطن العربي يشعر كأنه بلا وطن وبلا هوية، هذا عائد لحالة الاحتقان السياسي والضغط النفسي، نتيجة لجملة من الممارسات الأخلاقية التي تمارس من قبل الأنظمة والحكومات العربية، فالمواطن العربي مقموع ومضطهد، مراقب في كل حركاته وسكناته، وتحكم الدولة أجهزة المخابرات السرية؛ بدل البرلمانات والحكومات المنتخبة من قبل الشعب، فالحرية بمختلف أشكالها غائبة إلى حد كبير. تشهد الساحة العربية موجة انتقادات حادة من قبل الجمهور والعديد من المثقفين والمفكرين، ذلك تعبيرا عما يرونه بأنه انكفاء عن الماضي والولوج في نُظم خُلقية مختلفة. هم يرون أن المعايير الأخلاقية قد تغيرت من الناحية العملية على الساحة العربية، وجُيّرت بما يتناسب وأخلاقيات صناع القرار. فقد قلبت معظم المفاهيم والقيم وأصبح من الصعب التمييز بين مفهوم الحق والباطل، العدل والظلم، الصدق والكذب وغيرها. من هنا فإن الفكرة العامة لهذه الأطروحة هي معرفة ماهية العلاقة بين الأخلاق، وإحداث تنمية سياسية حقيقية لأي مجتمع من المجتمعات وتحديدا المجتمعات العربية، في محاولة للتعرف على ماهية الأخلاق وأهميتها داخل أي مجتمع من المجتمعات، وما هي علاقتها بالتنمية السياسية، ومن ثم الربط بين المتغيرات لتوصل إلى استنتاجات حول المشكلة الأساسية لهذه الأطروحة، واستيضاح لماذا تفشل مختلف محاولات الأنظمة العربية لإنعاش التنمية السياسية. نستعرض في هذه الأطروحة التعريفات المختلفة لمفهوم الأخلاق، من خلال طرح أراء مجموعة من الفلاسفة والمفكرين، الذين وصل الخلاف بينهم ذروته حول ماهية الأخلاق، هل هي نظرية أم عملية؟ ثابتة أم متغيرة؟ هذا قادنا إلى ضرورة التمييز بين الخُلق والأخلاق لتوضيح المشكلة النابعة من اضطراب المعيار الأخلاقي لدى الأنظمة العربية، والذي يشكل عاملا أساسيا في مرحلة التقدم والبناء. من الواضح أن كل مجتمع من المجتمعات يحتوي على تركيبة من الأسس الخُلقية التي تميزه عن سواه من المجتمعات، وهذه الأسس هي التي يحتكم إليها الأفراد في مسلكياتهم وتصرفاتهم، وتكون قاعدة لقياس الأعمال من أجل معرفة صوابها أو خطئها. إن القاعدة الخُلقية الموجودة في المجتمع تشكل أساس قوته وتماسكه، وتساعد على الحفاظ على خصوصيته والتمتع بهويته التي تميزه عن غيره. يسعى الباحث للإجابة عن أسئلة الأطروحة التي تتمحور حول ارتباط المستوى الأخلاقي بالتنمية السياسية للأمة العربية، لذا يستخدم الباحث المنهج الاستقرائي الوصفي، فمن خلال المنهج الاستقرائي يتم الانتقال من الخاص إلى العام، ومن الجزيئيات إلى الكليات، مما يمكننا من توضيح مفهوم الأخلاق، عن طريق العرض المنطقي لمفهوم الأخلاق ومدى ارتباطه بإحداث التنمية السياسية، وما هي أهمية ذلك للأمة العربية. المنهج الوصفي من خلاله نصف الواقعة كما هي كما وكيفا، من خلال ذلك نستطيع التفسير والمقارنة والتحليل، واستكشاف العلاقة بين المتغيرات المذكورة، للوصول إلى الاستنتاجات. يستعرض الباحث خلال هذه الأطروحة الجدل بين المتغيرات المختلفة، وأهمها الأخلاق والتنمية السياسية. من الضروري وجود أرضية أخلاقية سليمة من أجل القدرة على إحداث التنمية السياسية، فالعلاقة بينهما طردية، فكلما كانت الأرضية الأخلاقية سليمة وبمستوى عالي ورفيع كانت القدرة على إحداث التنمية أمراً سهل المنال، والعكس صحيح، فعندما تكون الأخلاق منحطة ومتدنية، كانت القدرة على إحداث التنمية السياسية أمراً صعباً للغاية، إن لم يكن مستحيلاً. نحاول التمييز بين الخُلق والأخلاق لإنهاء الجدل القائم بينهما، فالخُلق يجب أن يخلي السبيل حينما لزم الأمر للأخلاق، حين يكون ذلك ضرورياً لإحداث التنمية السياسية للمجتمع. يتضح لنا أن سبب تخلف العرب إنما يعود إلى الارتباط بشكل مباشر بالقيم الخُلقية التي يتبنوها، لذلك توجب عليهم العمل على تطوير المعايير الخُلقية لديهم لتتناسب وحجم التطور المذهل الذي حصل في الدول المتقدمة، ويشترط في هذا التغيير أن يوازن بين المحافظة على الأصالة وأخلاق التقدم.
Pages Count: 
151
الحالة: 
Published