تناول موضوع البحث علاقة سنجق نابلس بركب الحاج الشامي ممثلة بمدينة نابلس ومتسليمها الذين تقلدوا إمارة الحج في الفترة العثمانية؛ حيث وقع على عائق الألوية الجنوبية لبلاد الشام تحمل جمع مال لتحضير قوافل الحج السنوية وما يلزمها أيضاً حال رجوعها وتحضير مال الجردة أيضاً من تلك الألوية، حيث يستنتج من بعض المصادر التاريخية أن مال الجردة شكل عباً إضافياً على التاجر والملتزمين كل عام.
عملت مدينة نابلس على إسترجاع جزء ليس بالقليل من هذا المال من خلال التجارة ، فقد كانت مدينة نابلس المصدر الأول لمادة الصابون الذي كان يستخدمه الحجاج طوال فترة ثلاثة أشهر سنوياً في رحلة الحج، كذلك تشير بعض المصادر التاريخية أن مدينة نابلس كانت المورد الأول لقرب الفخار التي كانت تستخدم لنقل الماء مع القافلة حتى وصولها لأماكن البرك والعيون التي قامت الدولة العثمانية بتأسيسها على طول الطريق، كما كانت مدينة نابلس المصدر الأول لمادة الجلود أيضاً التي تستخدم للماء أيضاً حيث أنها أسهل للحمل وغير قابلة للكسر كما هو الفخار.
أحاطنا البحث بقائمة متسلمي نابلس وإمارة الحج منذ بداية الفترة العثمانية حتى عام 1915؛ ووضح البحث الفئات المختلفة التي أنيطت بها حماية قافلة الحج في الفترات المختلفة ، ممثلة بداية الأمر بأمراء السناجق المحليين كآل فروخ والنمر وطوقان وغيرهم في مدينة نابلس، وكذلك ولاة الشام أنفسهم حيث أوكلت مهمة حماية الركب الشامي للوالي شخصياً، ومن ثم لقائد عسكري نظراً لتعذر غياب الوالي فترة طويلة عن المدينة، إذا أنه كان لا بد من مرافقة القافلة بشكل شخصي.
تناول البحث موضوع الصرة التي كانت تخصصها الدولة العثمانية للقبائل البدوية، وتدفع على مرحلتين مرحلة الذهاب والإياب، حتى تضمن عدم الإعتداء عليها وقت رجوعها، فقد كانت قافلة الحج موسماً اقتصادياً سنوياً بالنسبة للقبائل البدوية التي تمر من أراضيها ومورداً اقتصادياً ذا مردود جيد، ومن الجدير ذكره أن قافلة الحج توقفت لأكثر من عامين لقاء عدم دفع الصرة من الولاة والأمراء المحليين للقبائل البدوية، وكثيرة المصادر التاريخية التي تذكر الاعتداءات التي أودت بقتل أحياناً عشرين أو أخرى أكثر من مائة حاج على يد البدو بسبب عدم دفع الصرة.
وتطرق البحث إلى إستفادة مدينة نابلس من قافلة الحج، حيث كان الحجاج في طريق عودتهم إلى مدنهم وقراهم يستريحون في مدينة نابلس ؛لذلك كان لا بد من إنشاء الخانات، وبالفعل فقد أنشأ في مدينة نابلس الخان الفروخي الذي يطلق عليه الوكالة الفروخية، والتي تقع غرب سوق السلطان والتي أنشأها الأمير وقام على إدارتها آل فروخ أمراء الركب الشامي.