درجة الرضا عن الحياة الجامعية لدى طلبة كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية من وجهات نظرهم

Authors: 
حسن محمد تيم
Abstract: 

يعتمد نجاح التعليم العام بخاصة على درجة رضا مخرجات التعليم الجامعي بشكل أساسي عن تحصيلهم الجامعي، ويمثل طلبة كلية الدراسات العليا أحد أهم المخرجات باعتبارهم مخرجاً مهماً في إحداث التطوير في أنظمة المجتمع منها: التربوي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي، ويعتمد هذا النجاح المرغوب فيه على درجة رضاهم عن الحياة الجامعية في كليات الدراسات العليا كونها تمثل كليات التفكير الناقد إن جاز التعبير في هذا المقام (تلخيص من).
ويمثل الرضا النفسي عند الأفراد عاملاً أساسياً في توافقهم وتقبلهم للأحداث والمواقف الحياتية المختلفة، وعلى ذلك فإن انخفاض مستوى الرضا يدل على قلة التوازن النفسي والتأزم عند مواجهة ضغوط الحياة . وتشكل الحياة الجامعية بجوانبها المتعددة من أكاديمية واجتماعية وإدارية ومالية مصادر شتى للضغوط والمواقف التي قد يتعرض لها الطلبة في أثناء دراستهم الجامعية . وعلى ذلك فأنه من المتوقع أن يكون هناك تبايناُ بين الطلبة في مستوى الرضا عن الحياة الجامعية، الأمر الذي يكون له أكبر الأثر في درجة توافقهم ونجاحهم الأكاديمي والاجتماعي من عدمه . (عبد اللطيف، 1997 ) .
يعد رضا طلبة الجامعة عن الحياة الجامعية مؤشراً واضحاً على الاستجابة الفاعلة لتلبية احتياجات الطلبة المتنوعة والمتعددة، ومقياساً لكفاءة عمل الجامعة؛ وتولي جامعة النجاح الوطنية أهمية كبرى لطلبتها البالغ عددهم ( 1179 ) في (36) برنامج ماجستير . ( مركز الحاسوب في جامعة النجاح الوطنية، 3/3/2011).
بالإضافة إلى ذلك، فإن بيانات رضا الطلبة يعتبر ذا فائدة عالية في مجال المحاسبة والمساءلة الذكية، إذ يمكن للمؤسسات الجامعية أن تستخدمها كخط قاعدي في تقسيمات النواتج الأكاديمية والاجتماعية الخاصة بأنواع مختلفة من الطلبة (Upcraft and schuh,1996).
تبادر معظم مؤسسات التعليم العالي في جميع أرجاء العالم بتجميع نوع من الأغذية العكسية (Feed Back) الصادرة من الطلبة إلى تحقيق وظيفتين:
1. معلومات داخلية لتوجيه عمليات التحسين .
2. معلومات خارجية للطلبة المحتملين والجهات الرسمية المسؤولة بما فيها جهات المساءلة والمؤسسات التي تتابع التزام المؤسسات الجامعية ببعض الشروط الرئيسة لضمان استمراريتها . وتتضمن التغذية العكسية آراء الطلبة بشأن الخدمات التي يحصلون عليها كطلبة في تلك المؤسسات . كما قد تتضمن إدراكاتهم بشأن التدريس والتعليم وبتسهيلات دعم عملية التعليم ( في المكتبات وأجهزة الكمبيوتر والانترنت ...) وبالبيئة التعليمية ( القاعات الصفية، والمختبرات، والفرص الاجتماعية، والأبنية داخل الحرم الجامعي )، وتسهيلات الدعم (المطاعم، ومنازل الطلبة، والعلاج الطبي، والخدمات الطلابية )، والجوانب الخارجية المتعلقة بالطالب ( كالأمور المالية والمواصلات والبريد ) . (Harvey,2003) .
وقد أهتم الباحثون من علماء النفس والإدارة بدراسة الراحة الجامعية لدى الطلبة في الجامعات والمدارس بارتباطه بالكثير من العوامل المؤثرة في حياة الفرد خاصة فيما يتعلق بالصحة النفسية، والنجاح في الحياة سواء كان ذلك على المستوى الأكاديمي أو الاجتماعي أو الأسري، ولعل تحقيق الراحة الجامعية لدى الطلبة من شأنه يعمل على تنمية وتطوير الشخصية الإيجابية لدى الطلبة، وبالتالي فهو يحقق الراحة الجامعية، ويزيد من الثقة بالنفس والآخرين واحترام الذوات .
فالأفراد الذين لديهم إحساس قوي بالكفاءة الذاتية يركزون تفكيرهم على تحليل المشكلات، للوصول إلى حلول مناسبة، بينما الأفراد الذين لديهم شعور بعدم الكفاءة الذاتية فإن تفكيرهم يتحول إلى الداخل فيتسبب بالوقوع في المشكلات، وذلك يقود إلى الفشل وعدم النجاح. (المحسن، 2006).
لذلك فإن دراسة الرضا عن الحياة الجامعية لطلبة كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية يبقى من الحاجات المهمة لغرض تقديم التوصيات والاقتراحات اللازمة بشأنها، ومن جهة أخرى يؤدي إلى تزويد المسؤليين الإداريين في كلية الدراسات العليا والإداريين في الجامعة، أعضاء هيئة التدريس فيها برؤى واضحة عن درجة الرضا عن الحياة الجامعية لدى طلبة كلية الدراسات العليا والعمل على إشباع حاجاتهم المتنوعة، وهذا ما تهدف الدراسة الحالية الوصول إليه .