حمامات السوق النابلسية وأثرها الاجتماعي خلال العصر الإسلامي/ دراسة أثارية حضارية

Authors: 
د. عادل زيادة
Abstract: 

لاشك أن حمَّامات السوق الأثرية المتبقية في مدينة نابلس والتي ترجع لعصور ودُوَلٍ إسلامية مختلفة قد ساهمت بدَوْرٍ فعَّال في حياة المجتمع بكل طبقاته ولعبت دوراً مؤثراً في فرض نوع من العادات والتقاليد في ذلك المجتمع نتج عنه ابتكار لفنون شعبية انتشرت بين مجتمعات المدن الإسلامية بصفة عامة وإنْ تميَّزت في كل منها بالمحلية ولكنها كانت جميعاً تحت مظلة واحدة هي الحمَّامات العامة أو حمَّامات السُوق كما كان يُطلق عليها قديماً، هذا إلى جانب ما قدمته من خدمات اجتماعية من حفاظ على مستوى النظافة العامة ومن كونها منتدى الأخِلاء والأصدقاء، ومتنفس للمرأة للخروج من بيتها، بالإضافة إلى دَوْرها كَدُورٍ علاجية ساهمت في الحفاظ على الصحة العامة. وبسبب ارتباط الحمَّامات بعادات وتقاليد المجتمع الإسلامي فقد تميزت عمارتها بأسلوب مميز متفرد يعد نموذجاً للعمارة الشعبية المدنية في كافة المدن الإسلامية حيث اشتملت على عناصر معمارية وفنية ذات طراز وتفاصيل فريدة ميزتها عن غيرها من أنواع العمارة المدنية والاجتماعية. وجدير بالذكر أن الخدمات التي كانت تقدمها الحمامات للمجتمع قد انبثقت عنها أيضاً ألوان مختلفة من الفنون الشعبية؛ فقد أصبح الحمَّام يمثل جزءاً هاماً في مراسم الزواج والختان وقد اهتمت بهذه المراسم كل فئات المجتمع وتساوى في ذلك الغني والفقير. ويتمحور البحث حول موضوعين رئيسيين، أولهما دراسة تحليلية فنية للطراز المعماري لحمامات السوق المتبقية بمدينة نابلس، و يتناول المحور الثاني أثر حمامات السوق على الحياة الاجتماعية وما نتج عنها من فنون شعبية انتشرت في مجتمعات المدن الإسلامية بصفة عامة وتوضيح أهمية هذه الحمامات كتراث معماري شعبي إسلامي كاد أن ينقرض. والله من وراء القصد ,,,