السكاكيني مربيا

Authors: 
عمر عبد الرحمن نمر
Abstract: 

تتناول هذه الدراسة الفكر التربوي لرجل مقدسي فذ.. رجل آمن بالعقل ومنتجات الثقافة في التغيير والتطوير.. وشرط هذه المنتجات بشروط الأصالة والعراقة والوطنية..
خليل السكاكيني واحد من الرواد الفلسطينيين، الذين لمعوا في عدد من المجالات الوطنية والثقافية والاجتماعية والتربوية والفكرية.. وتميزت هذه الريادة في نشأتها في محيط تحول من سلطة عثمانية مقهورة، إلى سلطة احتلالية تبشر باحتلال صهيوني إحلالي.. وهنا تفرد الرجل الذي شكل ثورة عقلية متجددة عمادها الفكر والثقافة، وأوتادها التجذر في الأرض.. من أجل عروبتها، والتمسك بهذه العروبة التي تنضج كل معاني العزة.. فقد ثار السكاكيني على الجهل، وأنار الطريق بكتبه، وآرائه، وفلسفته وببناء مدارسه.. صاح بالقوم انهضوا.. تأملوا.. تحركوا.. كما ثار على الجاهات والوجاهات العائلية العصبوية التقليدية، والتي كان كل همها إنشاء زعامات لا تولد إلا بغضًا بينها.. وهي على استعداد لبيع الغالي والنفيس في سبيل توطيد اسمها، وزعامتها الشكلية.. وثار ثورته المدوية، والتي تركت صدى وآثارًا في فلسطين والبلاد العربية المجاورة.. هذه الثورة تجلت في التربية والتعليم.. لقد استطاعت هذه الثورة أن تحول ال ُ كّتاب إلى مدرسة.. وأن تحول (فك الحرف) إلى علم ومعرفة.. وأن تحول أستاذ ال ُ كّتاب الممتهن للتعليم.. إلى معلم حامل رسالة.. وبالتالي أن تحول الطالب الملقَّن بالمعلومات إلى مشروع مواطن صالح قادر على البناء والعطاء والتطوير..
ولعل هذه الثورة الأخيرة، ثورة السكاكيني في التربية والتعليم- الحقل الذي أحبه السكاكيني وزاوله- هي التي تسلط الدراسة الضوء عليها.. وستحلق هذه الدراسة في المحاور التالية :
1 - نبذة عن حياة السكاكيني، وأبرز محطاته، وإنتاجاته الفكرية والتربوية.
2 - المدارس التي أسسها السكاكيني : الدستورية، والنهضة، وإدارة دار المعلمين، وكل
هذه المدارس في القدس الشريف.. حيث سيتطرق البحث إلى فلسفة السكاكيني في تأسيس هذه المدارس، وفلسفته في تشغيلها: إدارة، ومنهجًا، وسلوكًا..
3 - آراء السكاكيني التربوية، ومؤلفاته، وطرائقه في التدريس، وأساليب التعليم