إبراء الطبيب للمريض من دين العلاج وأثر ذلك في الاحتساب من الزكاة

Authors: 
د. سهيل محمد طاهر الأحمد
Abstract: 

تناولت هذه الدراسة مسألة إبراء الطبيب للمريض من دين العلاج وأثر ذلك في الاحتساب من الزكاة، هادفة إلى إظهار وتجلية حكم الشرع فيها، وقد تم بيان آراء العلماء وفتاويهم وأدلتهم في حكمها؛ فتبين أن البعض عدها من المسائل المشروعة، وعدها آخرون من غير ذلك.
وظهر لي أن الإبراء إسقاط الشخص حقا له في ذمّة آخر؛ وبأن صورة إبراء الطبيب للمريض من دين العلاج واحتسابه من الزكاة تتمثل: في طبيب له مريض فقير كان قد عالجه يطلبه ألف دينار، وكان على هذا الطبيب الطالب ألف دينار زكاة، فهل يجوز أن يسقط الطبيب الدائن عن مريضه المدين الألف دينار الذي عليه بنية الزكاة.
ومن خلال التأمل في مقاصد التشريع الإسلامي وتصوراته لمراعاة مصالح الناس وتلبية حاجاتهم ورفع الحرج عنهم، ومحاولة مقارنة ذلك مع هذه المسألة، وبالنظر إلى طبيعة الظرف الحاصل مع المريض الفقير والطبيب صاحب الحق متعثر التحصيل، وما قد يلحق بكل منهما من الحرج، وبإمعان النظر في حث الشرع الإسلامي على العفو والصفح والتجاوز عن المتعلقات بهدف الثواب وتأليف قلوب الناس وتراحمهم، يتبين أن الإبراء من الحقوق والالتزامات من المسائل المعتبرة شرعًا.
وعليه؛ أمكن القول بجواز إبراء الطبيب للمريض من دين العلاج واحتساب ذلك من الزكاة إعمالا لمبدأ التيسير على الناس، ولاعتبار المريض الفقير هو المنتفع في النهاية من هذا التصرف.