دور المقاومة الشعبية كإحدى وسائل التحرر الفلسطيني في تعزيز المشاركة السياسية في فلسطين 2005-2013

تهدف هذه الأطروحة لدراسة دور المقاومة الشعبية في تعزيز المشاركة السياسة في فلسطين, وذلك من أجل التعرف على مدى قدرة المقاومة الشعبية الفلسطينية لتعزيز المشاركة السياسية, ومن أجل تحقيق أهداف الدراسة قامت الباحثه بدراسة مفهوم المقاومة الشعبية وأبرز المحطات التي مرت بها على الساحه الفلسطينية والبحث في إسهاماتها في سبيل تعزيز المشاركة السياسية. انطلقت الدراسة من فرضية مؤداها أن المقاومة الشعبية قادرة على تعزيز المشاركة السياسية في المجتمع الفلسطيني, ويمكن لهذا الدور أن ينمو ويتطور إذا توفر له المناخ المناسب والبيئة المناسبة, وذلك من خلال تبني مفهوم المقاومة الشعبية وتطبيقه على أرض الواقع كخيار وطني موضع اجماع وكنهج يومي. أما فيما يتعلق في منهج الدراسة فقد اتبعت الباحثه خلال دراستها المنهج الوصفي التحليلي, الذي يقوم على أساس وصف الحاله والقيام بتحليل عناصرها من خلال استعراض جوانبها المختلفة, إضافة إلى المقابلات الشخصية التي أضافة على الدراسة بعداً علمياً وواقعياً. قدمت الدراسة تحليلاً للتجربة الفلسطينية في استخدام المقاومة الشعبية بمختلف مراحلها, حيث لوحظ أن المقاومة الشعبية قادرة على تعزيز المشاركة السياسية, وإن توفر لها المناخ والبيئة المناسبة وهي حاله الاجماع الوطني والشعبي تصبح فعالة بشكل أكبر ويظهر ذلك في انتفاضة عام 1987 بشكل واضح والعديد من الهبات الجماهيرية واخرها ما تشهده الاراضي الفلسطينية اليوم, حيث أن المقاومة الشعبية لعبت أدواراً هامه في غرس قيم المشاركة السياسية, لكن في هذه المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية لم تصل المقاومة الشعبية للدور المطلوب ولا لدرجة الطموح, إذ ما زالت المقاومة الشعبية في محل عدم اجماع فلسطيني على تبني هذا النهج على أرض الواقع على الرغم من التصريحات المؤيدة لهذا النهج من مختلف قيادات العمل الوطني, ويعود ذلك للعديد من الأسباب أهمها حالة الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة, إضافة لازمة الثقة بين الشعب وقادة العمل الشعبي, لكن يبقى تعزيز استراتيجية المقاومة الشعبية سيشكل اسهامه حقيقية في تعزيز المشاركة السياسية على الصعيد الفلسطيني. وقد خلصت الدراسة إلى أنه لا بد من الاستمرار بالمقاومة الشعبية لتصبح منهج حياة يومي وبعدها يمكن القول أن المقاومة الشعبية قادرة على تعزيز المشاركة الشعبية بالشكل المطلوب والفعال والكبير, كما أنه لا بد من العمل على تحويل المقاومة الشعبية لاستراتيجية عمل وطني, وذلك من خلال صياغة برنامج وطني شامل وبناء استراتيجية نضالية تقوم على أساس المقاومة الشعبية دون أن تسقط أياً من الخيارات الأخرى, بحيث تشارك في صياغتها كافة قوى وشرائح الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده, وتتضمن ترتيب الأولويات وتحديد الأدوار والمهام, ليجد كل شخص أو فئة أو فصيل دورهم ومكانهم المناسب فيها, للوصول إلى حالة من الإجماع الوطني والعالمي لدحر الاحتلال.