موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من يهود الحجاز, دراسة تاريخية منهجية

Year: 
2009
Discussion Committee: 
أ. د. جمال جودة - مشرفاً ورئيساً
أ. د. خليل عثامنة - ممتحناً خارجياً
د. عدنان ملحم - ممتحناً داخلياً
Supervisors: 
أ.د. جمال جودة
Authors: 
خالدة عبد اللطيف حسن ياسين
Abstract: 
حملت هذه الاطروحة عنوان "موقف الرسول -صلى الله عليه وسلم- من يهود الحجاز دراسة تاريخية منهجية" وتحدثت عن الجغرافية التاريخية للحجاز، وأوضاع اليهود الاقتصادية والسياسية والدعوة الاسلامية واليهود، وإجراءات الرسول في ممتلكات اليهود في الحجاز، واقتصرت زمنيا على فترة قبيل الاسلام حتى وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- سنه (11هـ/633م). تعرضت الدراسة الى جغرافية الحجاز الطبيعية كالسطح والجبال والوديان والمناخ والحدود وتوزيع السكان في أرجائه سواء الحضر منهم أو البدو، والأماكن التي تواجد فيها اليهود وأهميتها شكّل اليهود جزءاً مهماً وفاعلا في الحياة العامة في الحجاز، وتختلف الروايات حول فترة نزولهم به، ويبدو أنهم جاؤوا لبلاد العرب على فترات متعاقبة، تمثلت في عدة هجرات كان اقواها بعد الاحتلال الروماني لفلسطين في القرن الأول الميلادي . تواجد اليهود في عدة أماكن حجازية هي : يثرب (المدينة)، وخيبر، ووادي القرى وفدك، وتيماء، ومقنا، وهي واحاتٍ وحراراً صالحة للزراعة لخصوبة تربتها ووفرة مياهها الجوفية، كما أنها وقعت على طرق التجارة النشيطة بين اليمن والشام وافريقية والعراق، ولذا عمل سكانها في الزراعة، والصناعة، والتجارة، والمبادلات المالية، كالصيرفة والربا، والائتمان، وترتب على ذلك أنْ قوي نفوذ اليهود مالياً وصاروا يتحكمون في اقتصاد الحجاز بدرجة كبيرة. لعب يهود الحجاز، وبخاصة، المدينة دوراً كبيراً في السياسية العليا، إلا أن تدخل بيزنطة في المنطقة؛ للسيطرة على الطريق التجاري في أواسط القرن السادس الميلادي ساعد الأوس والخزرج على انتزاع السلطة من اليهود وتسليمهم إياها وقد تبع ذلك ظهور الدعوة الإسلامية في الحجاز. شهدت علاقة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بيهود المدينة والحجاز أطواراً ثلاثة :المهادنة والتعايش السلمي، ثم الجدل، ثم المواجهة والتصفية. واتصفت هذه العلاقة بعد الهجرة مباشرة بالانسجام والتعاون بين الطرفين. وعمل الرسول -صلى الله عليه وسلم- على تنظيم العلاقات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، بين سكان المدينة بمن فيهم اليهود من خلال وثيقة المدينة. وسرعان ما ظهرت مرحلة الجدل والكلام، وشن اليهود حرباً إعلامية مسّت جوهر فكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، واشتدت تلك الخلافات شيئاً فشيئاً، ثم تفجر الموقف بعد معركة بدر سنة (2هـ / 623م), نظراً لتخوف اليهود من ارتفاع شأن المسلمين فراحوا يتعاونون مع قريش ضد الدولة الفتية، كما نقضوا عهودهم مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- . وإزاء هذا كله لم يكن أمامه سوى التصدي لهم، فبدأت مرحلة المواجهة، وكانت البداية مع بني قينقاع، أول من نقض العهد، ثم تلاهم بنو النضير الذين تآمروا على الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهمّوا بقتله، وتبعهم بنو قريظة الذين حزبوا الأحزاب وتآمروا مع قريش لإنهاء الدولة الجديدة، فكانت النتيجة أن أجلاهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن المدينة، واستولى على ممتلكاتهم وأنهى وجودهم الفكري، والسياسي، والاقتصادي. وكذلك فعل خارج المدينة مع يهود خيبر، مركز تخطيطهم ضد الإسلام والمسلمين، ومع فدك، ووادي القرى، وعقد صلحاً مع تيماء، ومقنا، دفعوا بموجبه الجزية وأضحوا أهل ذمة. واختلفت طبيعة فتح الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأراضي اليهود فمنهم من استسلم دون قتال بعد الحصار، ونزل عند حكم الرسول -صلى الله عليه وسلم- (بنو قينقاع، وبنوالنضير) ومنهم من حوصر وقوتل حتى استسلم ونزول عند حكم الرسول -صلى الله عليه وسلم- (بنو قريظة، وخيبر، ووادي القرى )، ومنهم من استسلم طوعاً دون قتال مثل فدك. ولم تكن إجراءات الرسول -صلى الله عليه وسلم- في ممتلكات اليهود واحدة، رغم تشابه طبيعة الفتح في بعض المواقع، فقد أجلاهم داخل المدينة المنورة وأقرهم خارجها، ووزع أموال بني قينقاع لكنه تملك، شخصياً، أملاك بني النضير، وسيطر على جميع أموالهم كما امتلك نصف أراضي فدك. كذلك حكم بقتل المقاتلة وسبي النساء والذرية في حالة بني قريظة، ولم يفعل الشيء نفسه في حالة خيبر ووادي القرى. وقد أعطى اليهود الذمة في (تيماء ومقنا) بعد فتح مكة وأخذ منهم الجزية. وقد تناول البحث، من خلال دراسة روايات المؤرخين وتحليلها، التطور في استخدام مصطلحات الصلح والعنوة، والفيء والغنيمة، التي تبين أنها لم تستخدم عند الرواة الأوائل وإنما ظهرت عند رواة العقد الثاني من الدولة الأموية ما يشعرنا بأن الإدارة الإسلامية مرّت بمراحل متعاقبة حتى استقرت واستقر معها بعض المصطلحات ذات العلاقة.
Pages Count: 
160
الحالة: 
Published