موانح الأنس في زيارتي لوادي القدس تأليف مصطفى اسعد اللقيمي(ت 1178هـ/1764م)

مصطفى أسعد بن أحمد بن محمد بن سلامة بن محمد بن علي، الشافعي، الدمياطي، نزيل دمشق، المعروف باللقيمي، نسبة إلى لقيم بلدة في الطائف ومواطن أجداده، ونسب أيضاً إلى سعد بن عبادة الخزرجي(ت15هـ/636م). ولد اللقيمي في دمياط سنة(1105هـ/1693م)، وتربى في كنف والده وإخوته، عُرِفَ بزهده، كان دائم العبادة، فهو أديب وشاعر صوفي، اهتم بزيارة الأماكن المقدسة، وكان مميزاً في علوم المناسخات والمقاسمات والفرائض والحساب، كما كان بمعرفة بعلم التاريخ. أثنى عليه جميع الذين ترجموا له فقيل عنه حيسوب، كامل، أديب، ناظم، الأوحد، الزاهد، له العديد من المؤلفات وديوان شعر. تتلمذ على يد جده لأمه الشيخ محمد بن محمد الدمياطي(ت1171هـ/1757م)، وتخرج على يد أخويه محمد وسعيد وعثمان، وغيرهم. الكتاب عبارة عن رحلة صوفية قام بها اللقيمي بزيارة بيت المقدس، فسار من مسقط رأسه دمياط سنة(1143هـ/1730م)، ومن ثم اتجه نحو الأراضي المقدسة في فلسطين. زار في مسيرته من دمياط إلى بيت المقدس العديد من المدن والقرى الفلسطينية منها غزة، والعريش، ورفح، وخانيونس، وأسدود، وعسقلان، والقدس. ففي البلاد المصرية زار البحيرة ثم دمياط، ثم قلعة الطينة، ثم الروماني، ثم بئر العبد حتى وصل وادي الخروجي، ثم اتجه نحو يبنى، ثم الرملة، ويافا والقدس، والخليل، ورحل بعدها لنابلس، ثم دير قديس، ثم سبطارة، ثم قرية يازور، ثم كفار سابا، ثم إلى حبلة، فقرية سحور، ومن ثم خان المنية شط بحيرة طبريا، ثم اتجه نحو البلاد الشامية، فلبنان، حتى وصل بيروت ومن هناك اتجه نحو دمياط فوصلها سنة(1144هـ/1731م). تميزت الرحلة عما سبقها من الرحلات، باحتوائها على مادة تاريخية، كذكره لمدينة دمياط وسبب تسميتها، وفتح مصر، وسبب تسمية جامع الفتح، وشمولها للجانب الجغرافي فتناولت مدينة القدس ومحيطها من البلدان والأماكن المقدسة، وشملت على الجانب المعماري كما في حديثه عن المسجد الأقصى ومحاربيه، وشمولها على الجانب السياسي فذكر وصفاً للأوضاع السائدة في بلاد الشام بفترة (القرن الثاني عشر هجري/ الثامن عشر ميلادي). اعتمد اللقيمي على العديد من المصادر التي نقل عنها أهمها، كتاب "الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل" لمجير الدين الحنبلي، أبو اليمن(ت929هـ/1522م)، وكتاب "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزية "الأحمد بن علي المقريزي المعروف بِ "تقي الدين" (ت845هـ/1442م). اتبع اللقيمي في كتابه أسلوب ونمط معاصريه من الكتاب الصوفيين، اهتم بالكتابة الدينية في رحلته، من خلال زيارة ووصف الأماكن المقدسة والمقامات، ووصفه للمدن والقرى التي نزل بها، وأخذه عما سبق من الكُتاب. أبدى اللقيمي في رحلته عناية خاصة بوصف النباتات والورود، فتحدث في قسم عن فوائدها الطبية ومنافعها، وبهذا قدم اللقيمي رحلة غنية بجميع جوانبها الدينية والتاريخية والجغرافية والسياسية.