منهج القصة القرآنية في تهذيب الشهوات

تناول هذا البحث دراسة القصة القرآنية، وبيان منهجها في تهذيب الشهوات، وتوصل الباحث إلى أن الشهوة أمر مغروز في طبيعة الإنسان وفطرته، لا ينبغي أن تكبت وتقتلع، بل أن تهذب وتضبط، بلا إفراط ولا تفريط. واستنبط الباحث هذا المنهج بعد دراسة قصص القرآن الذي تحدث عن شهوات الجنس والبنين والأموال، فأما منهجه في تهذيب شهوة الجنس فيرتكز على الدعوة إلى اللباس وستر العورة، وغض البصر وعدم الاختلاط، والحث على الزواج، والإنكار على متبعي شهوة الجنس، وتهديدهم بالعذاب إن لم يتوبوا. وأما منهجه في تهذيب شهوة البنين فيقوم على ركيزة الابتلاء في الأبناء، وتقديم رابطة العقيدة على رابطة النسب والقرابة. وأما منهجه في تهذيب شهوة المال فيستند على النهي عن تطفيف الكيل والميزان، والدعوة إلى القناعة والكرم والإنفاق في سبيل الله، والذم والإنكار على متبعي شهوة المال، وتهديدهم بالابتلاء والعذاب إن أصرّوا على ذلك. ووجد الباحث في جميع ذلك القصص أن الله تعالى فتح أبواب الدعاء واللجوء إليه، وطلب عونه للمساعدة في تهذيب الشهوات، ووجد كذلك نماذج إيجابية يقتدى بها، وأخرى سلبية ينبغي الابتعاد عن سبيلها، فجعل المبحث الأخير في كل فصل لبيان أخلاق تلك الشخصيات وتوضيح ما ينبغي الاقتداء به من تصرفاتهم، وما يجب تركه منها. وقد راعت هذه الدراسة جدّة الموضوع، فأسست له، وأبرزت منهجه، وأظهرت آثاره، وعرضت ثماره، وبينت الحلول العملية والنظرية له، وقدمت العبر والدروس واللفتات والدلالات التي ينبغي على من يريد تهذيب شهواته أتباعها والتخلق بها .