ما بني على أشعار هذيل من تصاريف اللغة وقواعدها

يرفد هذا البحث الدرس اللغوي بما بؤكد ضرورة اللجوء إلى اللهجات العربية لمعرفة حقيقة كثير من القضايا اللغوية، والكشف عن دلالات بعض الالفاظ التي تُعدُ من غريب اللغة. ويبين أهمية مكانة لهجة هذيل بين لهجات القبائل العربية، وما يضفيه موقعها الجغرافي على هذا البناء اللغوي، ومدى تأثير والتأثر الحاصل لقربها من بعض القبائل الأخرى. ويساعد هذا البحث الدّراسين في هذا المجال على ادراك طبيعة الحضور الواسع لشواهد النحو الشعرية، التي تنسب لشعراء هذيل، في كتب النحو. ويخلصُ الباحث فيه إلى النتائج التالية: 1- تحتلُّ هذيل مكانا بالغ الاهمية بين لهجات القبائل العربية، ويوضِّح ذلك ديوانها الشعري الذي لا يزال مرجعاً رئيساً يُعوِّلُ عليه الدارسون في أبحاثهم اللغوية والادبية. 2- تُشكل طبيعة البلاد هذيل دورا مهما في صياغة معجمهم اللغوي، حيث أضفت بلادهم الجبلية طابع القوة والصرامة على سلوكهم ونمط حياتهم، وقد أثر هذا بدوره على كلامهم، فامتازت أشعارهم بالجزالة والمتانة. 3- لموقع قبيلة هذيل بين القبائل الاخرى أثر كبير في اكتساب لهجتهم خصائص لغوية حققها مبدأ التأثير والتأثرو، إذ تقع وسطا بين مستويين حضاريين، يتمثل الاول في القبائل التي نالت حظا من الحضارة، ويتمثل الثاني في القبائل الموغلة في البداوة. واذا أضيف ذلك إلى عامل البيئة الجغرافية فإنهما يبرزان حقيقة تكامل البناء اللغوي لهذه اللهجة العربية. 4- تعد لهجة هذيل من اللهجات العربية التي أسهمت في تكوين البناء اللغوي، وعدها علماء اللغة من أفصح اللهجات العربية التي يؤخذ بلسانها، لا سيما في معرفة دلالة الالفاظ، وفي القراءات القرانية. ويتمثل ذلك بحضور أشعارهم المتميز في كتب التراث، الذي يعكس بشكل مباشر حقيقة الاعتماد على هذه الاشعار والاستناد اليها. 5- اسهمت أشعار هذيل، بشكل كبير، في بناء القواعد اللغوية، فكانت محط أنظار النحاة، يعولون عليها في بناء آرائهم وحجمهم النحوية. ويتمثل ذلك بوفرة ما بني عليها من قواعد لغوية، اذ أن الدارس في كتب النحو والصرف يجد لأشعار الهذليين حضورا واسعا فيها.