عقد الترخيص باستغلال براءة الاختراع

بحثت هذه الدراسة في عقد الترخيص باستغلال براءة الاختراع باعتباره أحد الوسائل لنقل التكنولوجيا في العصر الحالي، إذ يساعد في الحصول على الاختراعات واستغلالها بطريقة قانونية وعملية، فهو يوفر فرصة لصاحب الاختراع لإشهار سمعته وتطبيق ذلك الاختراع عملياً والحصول على المقابل المادي لذلك الاستغلال من ناحية، ويقدم لطالب الترخيص إمكانية الحصول على اختراعات مهمة والاستفادة من تطبيقها العملي من ناحية أخرى. ونظراً لأهمية هذا العقد من الناحية التنموية والقانونية، ارتأى الباحث القيام بالبحث فيه، كونه يعد صوره هامة لنقل التكنولوجيا إلى الدول النامية، وفي الوقت ذاته لم ينل من البحث ما يكفى لسد الحاجة القانونية والمعرفية حوله، فكانت هذه الدراسة محاولة جادة لاستكشاف كنهه وجوانبه وآثاره لمحاولة تقديم فكرة جلية لمن يرومون التعاقد من خلاله أو دراسته، وذلك من خلال دراسة قانونية تحليلية مكونة من فصلين: إذ تم تقسيم الفصل الأول إلى مبحثين: تناول المبحث الأول ماهيته بتوضيح فكرة عقود نقل التكنولوجيا بشكل عام، ومن ثم البحث في تعريف عقد الترخيص حيث تم استعراض الآراء الفقهية والنصوص القانونية التي عالجت ذلك، ثم التوصل إلى تعريف جامع للعقد، وكذلك تم استعراض أنواعه المختلفة، وبعد ذلك تم البحث في محل عقد الترخيص وهي براءة الاختراع، حيث تم الوقوف على مفهومها القانوني والشروط الموضوعية والشكلية الواجب توفرها فيها حسب القانون، وأيضاً تم البحث في خصائص براءة الاختراع. وتناول المبحث الثاني نطاق عقد الترخيص باستغلال براءة الاختراع، حيث تم توضيح خصائص عقد الترخيص باستغلال براءة الاختراع بشكل تفصيلي، وبعد ذلك تم التمييز بينه وبين غيره من المراكز القانونية التي تشتبه به، إذ تم التمييز بينه وبين عقد التنازل عن البراءة، وعقد الامتياز التجاري، وعقد الفرنشايز، ذلك من خلال البحث في كل عقد ومقارنته بعقد الترخيص باستغلال براءة الاختراع وإيضاح نقاط الاختلاف والتقارب بينها، وفي نهاية هذا المبحث تم البحث في طبيعته القانونية، وذلك من خلال استعراض آراء الفقهاء وتحليلها، وخلصت الدراسة إلى أن عقد الترخيص ذو طبيعة خاصة مركبة، إذ تسري عليه أحكام وقواعد عقود نقل التكنولوجيا من جهة، والأحكام المتعلقة بالملكية الفكرية من جهة أخرى. أما في الفصل الثاني فقد تم البحث في تكوين عقد الترخيص باستغلال براءة الاختراع وآثاره، وتم تقسيمه إلى مبحثين: تناول المبحث الأول إعداد عقد الترخيص باستغلال براءة الاختراع، إذ تم التطرق إلى مرحلة المفاوضات التي تسبق التعاقد، وتبيان أهميتها والضمانات التي تحاط بها تلك المرحلة عادةً للحفاظ على السرية، ومن ثم تم الكشف عن الأثر القانوني للاتفاقيات المبدئية التي يعقدها الأطراف أثناء تلك المرحلة، وما قد تثيره من إشكاليات، خاصة وأن معظمها يشكل مجرد وعد بالتعاقد، وجاء المطلب الثاني ليعالج موضوع الإبرام النهائي لعقد الترخيص باستغلال براءة الاختراع، إذ تم البحث في كيفية صياغة شروط العقد وبنوده المختلفة بطريقة تحافظ على حقوق الأطراف واقتراح الصيغ المثالية لها، وبعد ذلك تم شرح الشروط التقييدية التي عادةً ما تفرض في عقد الترخيص، حيث تعد من أهم مشاكل هذا العقد فكان البحث في ماهيتها ومشروعيتها، واستعراض أهم تلك الشروط التي تستخدم لتقييد تطلعات المرخص له في تطوير الاختراع محل العقد واستخدامه. وتناول المبحث الثاني: آثار عقد الترخيص باستغلال براءة الاختراع وزوال الرابطة العقدية، وذلك من خلال مطلبين: تم في المطلب الأول البحث في التزامات طرفي العقد (المرخِّص والمرخَّص له) حيث وضحت الدراسة التزامات الأطراف من خلال الاستعانة بالنصوص القانونية التي عالجت تلك الالتزامات والآراء الفقهية حولها في محاولة لوضع صورة واضحة لطبيعة تلك الالتزامات وأهميتها للطرفين، وأما المطلب الثاني: فقد تناول الأسباب التي تؤدي إلى انقضاء عقد الترخيص باستغلال براءة الاختراع، سواء بانتهاء مدته أو بالفسخ أو بالانفساخ، وتم كذلك توضيح الآثار القانونية المترتبة على الانقضاء.