Discussion Committee:
د. خضر عبد اللطيف سوندك - رئيساً
د. أحمد فائز عزام - عضواً
د. محمد حافظ الشريدة - عضواً
Abstract:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الرسول الأمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: كل المجتمعات على الإطلاق تحارب الزنا وتُجمع على أنه رذيلة لأنه لا يثمر خيراً بل شراً، ففيه كل العواقب الوخيمة على الفرد والجماعة، وهو أسوأ الفواحش التي يُعتدى بها على العرض. إلا أن القوانين الوضعية اختلفت في كيفية معالجة الزنا ووضع العقوبة المناسبة له بين الإفراط والتفريط. فقد أفرط القدماء في تعاملهم مع الزناة. أما القوانين الحديثة لجأت إلى التفريط في العقوبة حيث ميزوا بين الفاحشة التي تعتبر زنا فكانت قاصرة على ما كان بالإكراه، أو بعد الزواج لأن في ذلك خيانة للحياة الزوجية، أما سوى ذلك من الزنا فاعتبروه من قبيل الحرية الشخصية، ولكن الإسلام عدّ كل علاقة جنسية فيما سوى الزواج فاحشة ويستحق مرتكبها العقوبة إذ أن العرض أحد الضروريات الخمس التي يسعى الإسلام في تشريعاته لصونها. من أجل ذلك شرع الإسلام الأسباب الوقائية التي تحول دون الوقوع في الفاحشة، أما هؤلاء الذين يصرون على تلبية شهواتهم غير مكترثين بالمبادئ والقيم ، فقد شرع الإسلام لهم الحدود الرادعة وفق ما يتناسب مع جرائمهم وخطورتها.