Discussion Committee:
د.عثمان عثمان - مشرفا رئيسا
د.غسان محيبش - ممتحنا خارجيا
د.ابراهيم ابو جابر - ممتحنا داخليا
Abstract:
قامت الدراسة بتحليل سياسات التهويد التي تمارسها اسرائيل بحق مدينة القدس الشرقية المحتلة عام 1967؛ أرضاً وسكاناً ومقدسات، في ظل مسار (التسوية) السياسية الفلسطينية الإسرائيلية، وخلال الفترة الواقعة بين عامي (1993-2010). وأشارت الدراسة على أن الكيفية التي عالجت بها نصوص الاتفاقيات الإسرائيلية الفلسطينية لقضية القدس؛ المتمثلة في تأجيل بحثها لحين مفاوضات الوضع الدائم، كان له بالغ الأثر في تهويد المدينة، بل شكّل هذا التأجيل محفّزاً لإسرائيل في تسريع سياساتها الهادفة وتكثيفها؛ لإتمام سيطرتها على كامل مدينة القدس بشقيها الغربي والشرقي. وأكدت الدراسة على أنّ إسرائيل، وعلى الرغم من دخولها في مشروع التسوية مع الفلسطينيين، وموافقتها على إدراج قضية القدس ضمن قضايا الحل النهائي، إلا أنّها بقيت تتبنى موقفها السابق من القدس المتمثل في الإبقاء على القدس (الموحدة) عاصمة أبدية لإسرائيل وللدولة اليهودية، وترجمت هذا القول من خلال تكثيف كافة أشكال التهويد ضد المدينة وسكانها العرب. وقامت الدراسة بالكشف عن أبرز سياسات تهويد القدس الشرقية في الفترة (1993-2010)، مبينة أنّها تصب جميعاً لتحقيق الهدف الاستراتيجي نفسه، وتسعى إسرائيل لتحقيقه منذ احتلال القدس الشرقية عام 1967، بل وقبل ذلك الوقت، والمتمثل في تهويد المدينة بالكامل ومن مختلف الجوانب، فارضة الوقائع على الأرض، فتكون بذلك قد حسمت مصير القدس من جانب واحد، مستبقة نتائج مفاوضات الوضع الدائم التي لغاية الآن غير معروفٍ أجلها. وبيّنت الدراسة أنّ منظومة السياسات الإسرائيلية التي تتبناها إسرائيل، وتنفّذها ضد القدس الشرقية وسكانها، تهدف للوصول الى تفوق ديموغرافي يهودي ساحق في مدينة القدس من جانب، ومن جانب آخر تسعى لاستبدال هُوية القدس العربية والإسلامية بهُوية يهودية مزورة، من خلال تغيير معالم المدينة الحضارية والأثرية التاريخية والثقافية والدينية. وأخيراً خلصت الدراسة إلى نتيجة أساسية مهمة مفادها: أنّ إسرائيل منذ العام 1993 بقيت ماضية في تهويد مدينة القدس الشرقية. وأنّ موافقتها على إدراج قضية القدس في المفاوضات النهائية لم يغيّر من موقفها تجاه المدينة في شيء، حيث إنّ إمكانية التوصل إلى حل لهذه القضية -بما يضمن للفلسطينيين حقهم التاريخي والديني والسياسي في هذه المدينة- بات بعيد المنال، وخاصة في ظل سياسات التهويد التي تنتهجها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، والتي عبّرت بشكل صريح عن رفضها المطلق لانسحابها من جميع أراضي القدس الشرقية المحتلة عام 1967، لتصبح عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة، بل إنّها كثّفت من سياسات تهويدها للمدينة؛ لإحكام سيطرتها عليها.