دور حركة الشبيبة الطلابية في تعزيز المشاركة السياسية في فلسطين 2004-2012

عمدت هذه الدراسة إلى مناقشة دور حركة الشبيبة الطلابية في تعزيز المشاركة السياسية في فلسطين. وتمتد حدود الدراسة الزمنية منذ العام 2004 وحتى العام 2012؛ لما شهدته هذه الفترة من تحولات حدثت داخل حركة فتح وعلى الساحة السياسية الفلسطينية، وانحصرت الدراسة بالضفة الغربية وتم استثناء قطاع غزة، وذلك لجملة من الأسباب، أهمها؛ صعوبة وصول الباحث لقطاع غزة بسبب الإجراءات الأمنية، وصعوبة الحصول على البيانات والمنشورات والصحف الصادرة عن حركة الشبيبة الطلابية في المؤسسات التعليمية بقطاع غزة. وقد استندت الدراسة، في معالجتها للموضوع، إلى مراجعة الأدبيات السابقة والأدلة التاريخية ذات الصلة، ومعطيات الواقع وتحليلها للوصول إلى دور حركة الشبيبة الطلابية في تعزيز المشاركة السياسية في فلسطين. اعتمد الباحث المنهج الوصفي التحليلي للوقوف على الجوانب الهامة أثناء إعداد هذا البحث. واستخدم أيضًا أداة المقابلة مع ممثلين عن الأطر الطلابية في حركة الشبيبة الطلابية في العديد من الجامعات الفلسطينية، وأطراف الدراسة لإثراء معلوماتها. كما تحاول الدراسة الإجابة عن السؤال الرئيس الذي يتعلق بطبيعة الدور السياسي الذي تقوم به حركة الشبيبة الطلابية، وكيفية تأثير هذا الدور في تعزيز المشاركة السياسية وعلى صانع القرار السياسي الفلسطيني. حيث قسِّمت الدراسة إلى خمسة فصول. حيث ضم الفصل الأول خلفية الدراسة ومشكلتها وأهميتها مع إيراد الأهداف العامة والنقاط العريضة، مما يشكل مدخلا عريضا للدراسة بأكملها. وفي الفصل الثاني تم استعراض الجانب النظري للدراسة الذي بين مفهوم وأهمية الشباب، ثم بحث في مفهوم الحركة الطلابية وأهميتها في العمل السياسي، مستعرضاً الحركة الطلابية في الدول الرأسمالية والاشتراكية وفي العالم الثالث، وتاريخ الحركة الطلابية في فلسطين. أما في الفصل الثالث فقد ناقش الباحث دور حركة الشبيبة الطلابية في المؤسسات التعليمية، وبالذات في مؤسسات التعليم العالي (الجامعات والكليات والمعاهد)، ثم عرج على الدور الذي تلعبه حركة الشبيبة الطلابية في المدارس الثانوية. أما الفصل الرابع من الدراسة فقد تناول دور حركة الشبيبة الطلابية في حركة فتح، وأثر هذا الدور في تعزيز المشاركة السياسية في فلسطين، حيث تطرق الباحث إلى دور حركة الشبيبة الطلابية والانتخابات والانتخابات الأولية "البرايمرز" (Primaries)، ثم بيّن دور حركة الشبيبة الطلابية في انتخابات الهيئات المحلية الفلسطينية، ومن ثم عرّج على دور حركة الشبيبة الطلابية في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية، وكذلك دورها في الانتخابات الرئاسية الفلسطينية الثانية، ومن ثم تناول الدور الذي لعبته في المؤتمر العام السادس، ثم أتى على العلاقة ما بين حركة الشبيبة الطلابية والسلطة الفلسطينية. وفي الفصل الخامس ناقش الباحث دور حركة الشبيبة الطلابية ومواقفها تجاه أبرز القضايا السياسية على الساحة الفلسطينية، وكيفية تعزيزها للمشاركة السياسية من خلال تحليل موقف حركة الشبيبة الطلابية من ملف اغتيال الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، والانقسام الفلسطيني، والمصالحة الوطنية الفلسطينية، والمفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية، والعمل التطوعي، والمقاومة الشعبية والسلمية، وعضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة، ودورها على المواقع التواصل الاجتماعي. وفي نهاية الدراسة خلص الباحث إلى مجموعة من الاستنتاجات, التي كان من أبرزها أن حركة الشبيبة الطلابية استطاعت بالاعتماد على العديد من الوسائل والأدوات لاستقطاب وتجنيد الطلبة للانخراط بين صفوفها، والمشاركة في أنشطتها، ودفعهم وحثهم للمشاركة في انتخابات مجالس الطلبة، وكذلك ساهمت حركة الشبيبة الطلابية في ولادة وإبراز قيادات طلابية من بين صفوفها، وتقلدهم للمواقع الهامة في الحياة السياسية الفلسطينية، وكذلك استطاعت حركة الشبيبة الطلابية بناء علاقة تكاملية مع أعضاء الهيئة التدريسية، وعلى ضوء تلك الاستنتاجات استطاع الباحث أن يقدم عددًا من التوصيات، من أهمها ضرورة وصول حركة الشبيبة الطلابية إلى حالة مأسسة أفضل في المؤسسات التعليمية، وتوحيد الآلية التي تحدد فيها معايير اختيار مرشحيها لانتخابات مجالس الطلبة في المؤسسات التعليمية، و العمل على ابتكار وسائل وأدوات جديدة في عملية الاستقطاب وتجنيد الطلبة، وفي دفعهم نحو المشاركة في انتخابات مجالس الطلبة، والعمل على إنشاء هيكل وجسم تنظيمي يضم القيادات الطلابية المتخرجة من المؤسسات التعليمية، والعمل على استيعابهم لضمان تواصلهم في العمل السياسي والتنظيمي لحركة فتح.