Discussion Committee:
أ. د. عبد الستار توفيق قاسم - مشرفاً ورئيساً
د. حماد حسين - ممتحناً خارجياً
د. نايف أبوخلف - ممتحناً داخلياً
Authors:
جهاد يوسف عبد الرحمن اسعيد
Abstract:
موضوع هذه الدراسة يتعلق بالحركة الطلابية الجامعية في الوسط-الشرقي من فلسطين (الضفة الغربية) فقط. أحصر دراستي في الضفة وأستثني غزة بسبب ظروف التنقل الصعبة وبسبب ثراء موضوع البحث من ناحية توفر العديد من الجامعات في الضفة. وكذلك أحصر موضوعي في الجامعات على الرغم من وجود حركة طلابية في المدارس خاصة الثانوية منها وذلك بهدف عدم تشتيت البحث وإبقائه ضمن السيطرة. قد يثير بعض المهتمين بالحركات الطلابية إشكالية وجود حركة طلابية في الأراضي المحتلة أصلا. فهل مثل هذا المفهوم ينطبق على ما هو موجود في جامعاتنا الفلسطينية؟ وما هي طبيعة هذه الحركة إن وجدت؟ فعلى سبيل المثال أقر عماد غياضة في دراسة له حول الحركة الطلابية الفلسطينية في الداخل والخارج بوجود هذه الإشكالية فيما يتعلق بالداخل، وتساءل عن كيفية عمل الحركة الطلابية في داخل فلسطين؟ وهل هذه الحركة منظمة، بحيث يمكن وصفها بأنها حركة موحدة؟ أم أنها عبارة عن عدة حركات تعمل بشكل غير منظم؟ أتفق مع عماد غياضة بوجود هذه الإشكالية وأتفق معه أيضا بأن وجودها لا يمنع تناول هذا الموضوع بالبحث والدراسة. يمكن القول بأن الحركة الطلابية في الجامعات الفلسطينية موجودة ولكن بطابع خاص بالمجتمع الفلسطيني الذي عانى ولا زال يعاني من مشاكل يفرضها الاحتلال الإسرائيلي ومن تناقضات كبيرة انعكست على تشكيل وعمل الحركة الطلابية. تناقش هذه الأطروحة بشكل تحليلي دور المجالس الطلابية كهيئة منتخبة بشكل شرعي لقيادة الحركة الطلابية في توجيه هذه الحركة نحو المشاركة السياسية في مراحل مختلفة منذ عام 1979وحتى عام2000. تركز الدراسة بشكل خاص على أثر اتفاقيات أوسلو على الحركة الطلابية حيث قسم الباحث مراحل عمل الحركة الطلابية إلى ثلاث: المرحلة الممتدة منذ 1979 حتى الانتفاضة (1987)، ومرحلة الانتفاضة الأولى منذ 1987 وحتى بدء اتفاقيات أوسلو، والثالثة مرحلة أوسلو الممتدة حتى عام 2000. اختار الباحث جامعتي بيرزيت والنجاح كحالة دراسية لعدة أسباب أهمها أن الجامعتين تعتبران من أكبر جامعات فلسطين وأكثرها تنوعا من حيث الخلفيات الاجتماعية للطلبة. فضلا عن أن الجامعتين شهدتا مولد معظم الكتل الطلابية والعمل الطلابي بشكل عام. تتلخص الأهداف الرئيسة للدراسة في تحليل السلوك والممارسات السياسية للمجالس والكتل الطلابية كقيادات للحركة الطلابية لمعرفة مدى مساهمة هذه الممارسات في تعزيز المشاركة السياسية في المجتمع الفلسطيني. ركزت محاور الدراسة على العناصر التالية: الانتخابات الطلابية السنوية، السلوك السياسي للحركة الطلابية بعد الانتخابات، القيادات الطلابية ودورها في توجيه وتعبئة الحركة الطلابية نحو المشاركة السياسية، استشراف مستقبل الحركة الطلابية. سبق هذه المحاور فصل خاص بالتأصيل النظري حول دور وأهمية الحركات الطلابية في العالم وآخر تناول تعريف مصطلحات ومفاهيم الدراسة. أظهرت نتائج الدراسة أن مفهوم الحركة الطلابية في الجامعات الفلسطينية لم يعرف بشكل واضح حتى الآن، فالحديث يدور عن حركة طلابية غير واضحة المعالم من الناحية الهيكلية حيث يوجد تداخل في التمثيل وتبادل في الأدوار بين الكتل الطلابية ومجالس الطلبة. لكن هذه الكتل والمجالس تعمل بدرجة عالية من التسييس وتتأثر بشكل كبير بالأحزاب والحركات السياسية الفلسطينية. يمكن القول بأن الحركة الطلابية بكافة أقطابها تميزيت عبر مراحلها الزمنية بالتبعية السياسية للأحزاب والتنظيمات السياسية الفلسطينية. أما بالنسبة للانتخابات الطلابية فتعتبر تجربة فريدة في تاريخ العمل السياسي داخل الوطن ويمكن الاستفادة منها من قبل مجموعات اجتماعية ونقابية أخرى. شهدت الممارسات السياسية للحركة الطلابية بعد الانتخابات أشكالا متعددة كالبيانات السياسية وإصدار الصحف الطلابية والنشرات والمجلات والشعارات والملصقات وكذلك المهرجانات الخطابية والإضرابات والمسيرات الاحتجاجية. لم تكن الممارسات الطلابية من خلال الوسائل السابقة موحدة بل شهدت نمط من التنافس الذي أدى في كثير من الأحيان إلى العنف والتصادم، أدى ذلك إلى تشتيت الجهود الطلابية وعدم إمكانية تكوين خطاب سياسي وإعلامي موحد للحركة الطلابية. كان للتنظيمات السياسية الفلسطينية التي لم تسع لتشكيل حركة طلابية موحدة وذات تأثير فاعل في المجتمع دورا في عدم توحيد الخطاب والجهود الطلابية. لعبت القيادات الطلابية دورا كبيرا في إضعاف الدور المجتمعي للحركة الطلابية بسبب اعتماد هذه القيادات على أساليب عمل غير "مهنية" وفيها الكثير من الارتجال والمزاجية والتبعية للتنظيمات السياسية. وبشكل عام لم تستطع القيادات الطلابية توحيد الخطاب السياسي والإعلامي للحركة الطلابية أو بناء استراتيجيات وأهداف مشتركة توحد جهود الطلاب. سادت بين صفوف القيادات الطلابية ثقافة التنافس ومحاولة إلغاء الآخر بدلا من ثقافة الحوار. وقد عانت القيادات الطلابية من إشكالية الانتماء السياسي للتنظيمات السياسية الداعمة لكتلها من جهة والانتماء للحركة الطلابية كحركة اجتماعية ذات أهداف مختلفة عن التنظيمات السياسية. بيد أن القادة الطلابيين لم يدركوا أن هناك فرق بين أهداف الحركة الطلابية وأهداف التنظيم السياسي. المجالس الطلابية بشكل عام لم تنجح في قيادة الحركة الطلابية نحو المشاركة السياسية وبخاصة في مرحلة ما بعد الانتخابات؛ والدليل على ذلك عدم القدرة على تنظيم الاحتجاجات والمظاهرات السلمية الهادفة إلى التعبير عن رفض سياسات طالما بقيت محل تذمر أوساط الحركة الطلابية في مرحلة أوسلو، وكانت مسيرة نيسان 1996 استثناء لذلك. بينما يسجل للحركة الطلابية دورها التاريخي والريادي في مقاومة الاحتلال والإبقاء على الانتخابات الطلابية رغم محاولة الاحتلال إلغاءها أو الحد من تأثيرها من خلال اللجوء إلى الإغلاق المتواصل للجامعات في مرحلة ما قبل أوسلو.