دعوى التفريق بين الزوجين للغيبة والضرر/دراسه فقهية- قانونية مقارنه

الزوجيّة سنة من سنن الله في الخلق والتكوين، وهي الأسلوب الوحيد الذي اختاره الله عز وجل للتوالد والتكاثر واستمرار الحياة، ولم يشأ الله عز وجل أن يجعل الإنسان كغيره، فيدع غرائزه تنطلق دون قيد، ويترك اتصال الذكر بالأنثى فوضى لا ضابط له، بل وضع النظام الملائم الذي من شأنه أن يحفظ شرفه ويصون كرامته. ومع أن استقرار الحياة الزوجية غاية من الغايات التي حرص عليها الإسلام، وجعل الصلة بين الزوجين من أقدس الصلات وأوثقها، وعقد الزواج إنما يعقد للدوام والتأبيد، إلا أنه قد يعتري الحياة الزوجية ما يمنع من استمرارها وتحقيق المقصود منها كالنسل وقضاء الغريزة وغيرها، فيبغي أحد الزوجين على الآخر، وبما أن الطلاق بيد الرجل يستخدمه إذا أراد، وليس ذلك للزوجة، فقد وفر الإسلام لها من سبل الحماية ما تملك به نفسها ويخلصها من ظلم الزوج ورفع الضرر الواقع عليها. وهذه الرسالة فيها بيان لحق الزوجة في طلب التفريق بسبب غيبة زوجها عنها وتضررها من ذلك، وبينت شروط طلب التفريق للغيبة والضرر، وبينت الإجراءات العملية التطبيقية من بداية دعوى التفريق للغيبة والضرر إلى نهايتها، وبينت وسائل إثباتها، وكيفية إصدار الحكم فيها، والآثار المترتبة عليه، وطرق الطعن فيه.