دراسة تقييمية للمدارس الحكومية الخضراء في الضفة الغربية

شهدت السنوات الأخيرة محاولات عديدة من قبل وزارة التربية والتعليم في فلسطين لتحسين المباني المدرسية من خلال بناء مدارس تقترب من مواصفات وشروط المدارس الخضراء، لذا جاءت هذه الدراسة التحليلية والتقييمية التي ارتكزت على ثلاثة جوانب أساسية، الجانب الأول تناول المدارس الحكومية وتطورها في عدة جوانب منها الأعداد والازدحام والتطور المعماري في الأبنية المدرسية منذ عام 1994 إلى اليوم، وأيضا التطور في التصميم الإنشائي ومواد البناء المستخدمة وهيكل البناء. أما الجانب الثاني فقد ارتكز على تحديد مواصفات وشروط المدارس الخضراء استنادا إلى عدة مراجع ذات علاقة بالأبنية الخضراء بشكل عام وبالأبنية المدرسية الخضراء بشكل خاص وذلك من خلال الاطلاع على عدة معايير منها: تخضير واستدامة موقع المدرسة، وكفاءة استخدام المياه والطاقة والمواد والموارد، وجودة البيئة التعليمية الداخلية. وفي الجانب الثالث، الجانب التحليلي من هذه الدراسة حيث تم تحليل ودراسة عينة من الأبنية المدرسية الرائدة بحسب وجهة نظر وزارة التربية والتعليم، وذلك استنادا إلى المعايير والمواصفات التي تطرقنا إليها بشكل مفصل في الجانب الثاني من هذه الدراسة. وفي النهاية تم التوصل إلى مجموعة من النتائج والتوصيات التي تهدف إلى تطوير واقع التعليم في فلسطين من خلال تحسين البناء المدرسي، ومطابقتها للمعايير التصميمية الخضراء عالية الكفاءة، ولتكوّن نموذجاً إيجابياً للأبنية الخضراء في فلسطين، وذلك من خلال الالتزام بجميع المتطلبات الإجبارية، وخاصة التي يمكن تطبيقها ضمن الإمكانيات المادية البسيطة. خلصت الدراسة إلى عدة توصيات منها توجيه المبنى المدرسي نحو الجنوب مع دراسة كل حالة وظروفها، وبما لا يتعارض مع نظام الإنارة الطبيعية. كما أوصت الباحثة بضرورة فتح المجال أمام المجتمع المحلي وخاصة طلبة المدرسة باستخدام ما لا يقل عن ثلاثة مرافق خارج أوقات الدوام الرسمي مثل المكتبة والقاعة والساحات والمرافق الصحية. ولتعزيز كفاءة استخدام المياه أوصت الباحثة بضرورة توفير بئر لتجميع مياه الأمطار لإعادة استخدامها للري والتنظيف وخزانات المراحيض مع استخدام القطع الصحية الموفرة للمياه. وفيما يخص كفاءة استخدام الطاقة فالمباني المدرسية الجديدة معزولة بشكل جيد لكنها لا تحقق القيم المطلوبة بحسب الدليل الإرشادي للمباني الخضراء في فلسطين والتي يجب الالتزام بها، مع استغلال أسطح المدارس لوضع خلايا شمسية لتوليد الطاقة. كما أوصت الباحثة بتشجيع الأفكار الإبداعية، وتطبيق التقنيات الحديثة، من أجل تحقيق أفضل تصميم وتنفيذ بما لا يتعارض مع النواحي البيئية ويضمن تقليل استهلاك الموارد. تؤكد الدراسة أن وزارة التربية والتعليم تعمل جاهدة من أجل تحسين مستوى المباني المدرسية لتكون صديقة للبيئة والطفل ومحققة للشروط الصحية والبيئية لتوفير جو دراسي أفضل للطلبة والمدرسين، ولكن نرى أن هناك إمكانيات لتطوير هذه المحاولات التي تتطلب مزيدا من التعاون مع الجهات المختصة بالمباني الخضراء كالمجلس الأعلى للبناء الأخضر في فلسطين ومع ذوي الاختصاص في الجامعات الفلسطينية ونقابة المهندسين الفلسطينيين.