تقييم فعالية برنامج التثقيف الصحي لمرضى السكري في عيادات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) في شمال الضفة الغربية

مقدمة: مرض السكري والمضاعفات المرتبطة به تشكل مشكلة صحية كبيرة في فلسطين حيث أن معدلات الإصابة به هي الأعلى بين اللاجئين الفلسطينيين. يعتبر التثقيف الصحي جزءا هاما في إدارة مرض السكري وهو ما ثبت فعاليته في ضبط مستوى السكر في الدم والحد من المضاعفات المرافقة له. لذلك أطلقت الأونروا حملة والتي استمرت لمدة ستة أشهر وتحمل عنوان "الحياة أحلى مع سكر أقل" تهدف إلى تحسين الادارة الذاتية للمرض وسبل التعامل معه. هدف الدراسة: تهدف هذه الدراسة إلى تقييم فعالية تطبيق برنامج التثقيف الصحي لمرضى السكري في عيادات الأونروا في شمال الضفة الغربية. بالإضافة إلى تحديد أسباب قلة مشاركة المرضى في هذا البرنامج والصعوبات المواجهة أثناء تنفيذه. طريقة البحث: التقييم في هذه الدراسة كان كما ونوعا حيث تم استخدام استبيان قبلي وبعدي تم اعداده من قبل الوكالة لتقييم القياسات الحيوية والنشاط البدني والسلوكيات الغذائية للمشاركين بالإضافة الى استخدام استبيان لتقييم مستوى المعرفة لدى المشاركين في نهاية البرنامج. تم اجراء دراسة مسحية حيث تم اختيار عينة عشوائية من مرضى السكري الغير المشاركين لتحديد أسباب عدم الحضور. تم جمع البيانات النوعية عن طريق عقد عدد من حلقات النقاش مع المشاركين والعاملين في مجال الرعاية الصحية لتقييم آرائهم حول البرنامج. وتشكلت عينة الدراسة من 4 عيادات و75 مريض مشارك في البرنامج و120 مريض غير مشارك. نتائج الدراسة: توصلت الدراسة الى وجود تحسن ملحوظ في مستوى المعرفة و سلوكيات الإدارة الذاتية لمرض السكري لدى المشاركين في نهاية البرنامج، بالإضافة الى وجود تحسن في المواقف والممارسات تجاه الغذاء الصحي والنشاط البدني والذي ترافق مع انخفاض ملحوظ في الوزن، معامل كتلة الجسم، محيط الخصر ونسبة السكر في الدم. في حين لم يلاحظ أي تغييرات كبيرة في مستوى الكوليسترول وضغط الدم. أظهرت النتائج النوعية أيضا أن مستوى الرضى كان جيدا لدى جميع المشاركين عن البرنامج والذي كان لا يخلو من التحديات حيث أفاد المشاركون عدم وجود أماكن مخصصة لجلسات التمارين الرياضية والطبخ في حين كان العائق الاساسي للتطبيق من وجهة نظر العاملين هو ضغط العمل، عدم وجود كوادر كافية والذي ترافق مع عدم التزام المتطوعين في التنفيذ. كشفت الدراسة أن عدم الإعلان عن البرنامج كان السبب الرئيسي لعدم الحضور والمشاركة فيه. الخلاصة: أظهرت هذه الدراسة أن حملة الأونروا كانت فعالة في تحسين مستوى المعرفة و سلوكيات الإدارة الذاتية لدى المشاركين وتعزز الحاجة لتنفيذ مثل هذا البرنامج التثقيفي كجزء أساسي لإدارة مرض السكري في عيادات الوكالة. أوصت الدراسة بعقد جلسات متابعة شهرية على المدى الطويل لتعزيز فعالية البرنامج.