تقييم انتقال المعادن الثقيلة من وادي الفارعة الى التربة و المياه الجوفية

حوض الفارعة هي واحدة من أهم المناطق في الضفة الغربية في فلسطين, نظرا لكثافة النشاطات الزراعية فيها, حيث أنها تحتوي على العديد من الآبار الجوفية والينابيع التي تستخدم لري المزروعات بالإضافة إلى الاستهلاك المنزلي. لذا نوعية وجودة مصدر المياه الجوفية يعتبر قضية مهمة. المعادن الثقيلة هي واحدة من أكثر الملوثات سمية التي يجب أخذها بعين الاعتبار. لذا فان الهدف من هذه الدراسة هو تقييم تركيز كل من النيكل والكادميوم والنحاس والكروميوم في مياه وادي الفارعة والتربة والمياه الجوفية من ستة مواقع تم اختيارها من المنطقة. ثم سيتم مقارنة هذه التراكيز بالحد الأقصى المسموح به في مياه الري والتربة. الهدف الثاني هو نمذجة انتقال هذه المعادن الثقيلة باستخدام تجربة عمود التربة.حيث تم استخدام عمودين لتمثيل التراكيز لمدة 5 سنوات, عمودين لتمثيل التراكيز لمدة 10 سنوات, عمودين لتمثيل التراكيز لمدة 20 سنة. وذلك للتعرف على مصير هذه المعادن المختارة في التربة وفيما إذا كان هناك احتمالية لوصولها إلى المياه الجوفية وتلويثها في منطقة الفارعة. النتائج تشير إلى وجود كل من النيكل والكادميوم والنحاس والكروميوم في مياه الوادي والتربة والمياه الجوفية في الستة مواقع المختارة من منطقة الفارعة بتراكيز اقل من الحد المسموح به للتربة ومياه الري. وان التراكيز في فصل الجفاف كانت اكبر منها في فصل الرطوبة. ايضا تم تحليل تراكيز المعادن الثقيلة (النيكل, الكاديميوم, النحاس والكروميوم) باستخدام الانوفا حيث تبين انه لا يوجد تغير في التراكيز بين المواقع الستة المأخوذة منها العينات. بالنسبة لتجربة عمود التربة, النتائج توضح ان تركيز المعادن الثقيلة المختارة في الماء المتدفق من العمود قليل جدا ومتناقص مع الزمن خلال فترة التجربة والتي كانت 24 ساعة. وعلى المدى البعيد العلاقة بين التركيز والوقت تقترب من ان تصبح علاقة خطية كما يتضح من نتائج الأعمدة التي تحمل التراكيز لمدة 20 سنة. معظم كميات النيكل والنحاس والكروميوم تراكمت في النصف الأول الثاني من عمود التربة. بالاعتماد على قيمة الجذر التربيعي R2فان العلاقة بين التركيز وارتفاع عمود التربة هي علاقة خطية حيث كلما زاد العمق في عمود التربة قلت تراكيز المعادن الثقيلة المختارة. وعليه تم حساب العمق الذي تكون التراكيز عنده تساوي صفر وكانت الاعماق كالاتي: 32.97, سم ,48.10سم ,38.50سم في الأعمدة التي تمثل التراكيز لمدة 5 سنوات, 10 سنوات و20 سنة على التوالي. مما يعني أن التربة متجانسة وقادرة على ادمصاص المعادن الثقيلة. بشكل عام التربة في منطقة الفارعة تمتلك سعة ادمصاص عالية للمعادن الثقيلة المختارة على مختلف التراكيز العالية. ولكن وجود هذه المعادن الثقيلة في عينات المياه الجوفية يعنى انه تم انتقالها من مياه الوادي وادمصاصها بواسطة التربة حتى وصلت إلى آبار المياه الجوفية, حتى ولو كانت بتراكيز قليلة. هذا يشير الى وجود مخاطر محتملة لتلوث المياه الجوفية بالمعادن الثقيلة على المدى البعيد.ِ