تقييم المخاطر الكيميائية والميكروبيولوجية الناتجة من مياه الشرب في منطقة حوض الفارعة

تقييم المخاطر هي عملية تهدف إلى تقدير الخطر على هدف معين ، بعد التعرض لعامل معين. وتبدأ هذه عملية بتحديد المشكلة، وتتضمن أربع خطوات إضافية : 1) تحديد المخاطر، 2) تقييم السمية، 3) تقييم التعرض 4) توصيف المخاطر. وتهدف هذه الأطروحة لتصف المخاطر الميكروبيولوجية و الكيميائية على عامة سكان حوض الفارعة، ووضع دراسة لإدارة المخاطر من اجل تخفيف الخطر الناتج من المكونات الميكروبيولوجية و الكيميائية في الحوض. يعتبر حوض الفارعة واحدا من أهم الاحواض في الضفة الغربية، ولكن هنالك محدودية في مصادر المياه التي إما أن تكون عبارة عن، مياه جوفية والتي عادة ما تستخدم من خلال الينابيع والآبار، أو مياه سطحية (المياه الجارية). ان تدفق مياه الصرف الصحي غير المعالجة والاستخدام غير المتوازن للأسمدة والمبيدات الحشرية، ساعد في تلوث مصادر المياه المحدودة في الحوض لكلا المياه الجوفية و المياه السطحية. وهذا قد يسبب آثارا خطيرة ضارة بالصحة على عامة السكان، وانتشار الأمراض التي تنقلها المياه مثل الإسهال والكوليرا و الدوسنتاريا والتيفود. تم الحصول على بيانات مياه الشرب لمواد كيميائية وميكروبات، وبعض خصائص المياه الفيزيائية, لآبار و ينابيع مختارة في حوض الفارعة من خلال معهد المياه والبيئة بالتعاون مع مشروعUWIRA الذي يتناول أثر المياه العادمة غير المعالجة على المسطحات المائية الطبيعية. والمشروع هو عبارة عن مشروع بحثي متعدد الأطراف يعمل في حوض الفارعة ويتضمن جامعة النجاح الوطنية وجامعة بيرزيت وسلطة المياه الفلسطينية بالتنسيق مع مؤسسة الينسكو. وقد تم تحليل نتائج نوعية المياه ومقارنتها مع معايير مياه الشرب المحلية والدولية. حيث أظهرت النتائج أن جميع التركيزات الكيميائية هي أقل من الحد المسموح به في المعايير الفلسطينية و وكالة حماية البيئة، في حين أن العكارة وبكتيريا القولون البرازية كلاهما اعلى من الحد المسموح به. كما تم عمل مقابلات تضمن اسئلة مفتوحة في أحد عشر قريه تقع داخل حوض الفارعة، من أجل تحديد مصادر التعرض و مآخذ المواد الكيميائية ، والتي ساعدت في تحديد المعايير اللازمة في معادلات الخطر المستخدمة. من أجل تقدير المخاطر الميكروبية والكيميائية في مياه الشرب في حوض الفارعة، تم استخدام الخطوات الأساسية لتقييم المخاطر، بما في ذلك تقييم السمية، تقييم التعرض، وتوصيف المخاطر. أدى تقييم السمية الى اختيار المواد الكيميائية الأكثر شيوعا و الميكروبات التي يتم اختبارها في مصادر مياه الشرب والتي هي، الأيونات الرئيسية (Ca2+, Mg2+, Na+, K+, Cl-, SO42-, HCO3-, PO43-, and NO3-) ، العسره الكلي، والعدد الكلي لبكتريا القولون البرازية . تم وصف وتقييم التعرض للمواد الكيميائية باستخدام معادلات التحصيل اليومي المزمن لمسارات مختلفة من التعرض. واستخدمت جميع البيانات التي تم جمعها من التعرض و عمليات تقييم السمية في خطوة توصيف المخاطر. باستخدام المحلل QMRA Wiki تم توصيف المخاطر الميكروبية، حيث أظهرت النتائج ان احتمال الخطر الناتج من جرعات ال E.coli يدل على أن هنالك شخص واحد على الأقل من ألف شخص، سوف يتعرض لمرض ناتج من وجود E.coli في مياه الشرب في الحوض. اما لتوصيف مخاطر المواد الكيميائية، فقد تم استخدام مؤشر الخطر للعثور على السمية المحتملة في الذكور البالغين، والإناث البالغين، والأطفال. وأظهرت النتائج أنه لا يوجد أي احتمال سمية غير مسرطنة من قبل كل عنصر كيماوي بشكل فردي، ولكن تراكم الكيماويات على المدى الطويل قد يؤدي الى اضرار صحية. كما تم تقدير المخاطر المحتملة المستقبلية لبعض المعادن الثقيلة والمركبات العضوية الموجودة في مجرى مياه حوض الفارعة باستخدام معادلات المخاطر الكيميائية. وقد أشارت النتائج إلى أن هناك إمكانات كبيرة من سمية غير مسرطنة إذا ثبت وصول هذه الملوثات إلى موارد مياه الشرب في حوض الفارعة. تم تحديد مجموعة من ممارسات إدارة المخاطر مثل تركيب أنظمة صرف صحي والمراقبة المستمرة للمواد الكيميائية والميكروبات في الموارد المائية لحوض الفارعة من أجل التخفيف من أي مخاطر محتملة ناجمة عن وجود المواد الكيميائية والميكروبات في مياه الشرب، وذلك من اجل تحسين نوعية المياه في حوض الفارعة.