تقييم التوزيع الجغرافي لحاويات النفايات في مدينة نابلس والتخطيط له باستخدام نظم المعلومات الجغرافية (GIS)

يُعَدُّ التخلص من النفايات الصلبة من أهم القضايا البيئية المعاصرة، فنتيجة للزيادة السكانية وما ارتبط بها من تغيير في أنماط و أساليب المعيشة وزيادة الاستهلاك، الأمر الذي أدي إلى زيادة كمية النفايات المنتجة ونوعيتها خاصة في المدن، حيث قدرت كمية النفايات الصلبة المنتجة يومياً في مدينة نابلس بحوالي 170 طناً وبالتالي أصبح هناك حاجة ملحة لإتباع أساليب تقنية في إدارة النفايات الصلبة بكل مراحلها للحفاظ على صحة الإنسان وحماية البيئة من التلوث. وتقع منطقة الدراسة على دائرة عرض 12ﹶ:32° شمال خط الاستواء و خط طول 16ﹶ:35° شرقي خط غرينتش. وهدفت هذه الدراسة إلى التعرف على خصائص النفايات الصلبة والأساليب المتبعة في جمعها وتحليل التوزيع المكاني الحالي لحاويات جمع النفايات في أحياء مدينة نابلس، والتخطيط للموقع الأفضل للحاويات بما يتلاءم مع عدد السكان وكمية النفايات المنتجة باستخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية. ولإتمام ذلك قام الباحث بمسح ميداني شامل لحاويات جمع النفايات في منطقة الدراسة حيث تم رصد مواقعها باستخدام جهاز (GPS) والتعرف على خصائصها، كما تم وزن عينة من الحاويات المملوءة والتي بينت اختلاف وزن وحجم النفايات بين الأحياء، واعتمد الباحث على المنهج الإحصائي التحليلي في توظيف البيانات التي تم الحصول عليها، وبالاستعانة بصورة جوية لمدينة نابلس ومن خلال برنامج (ARC GIS 10.1) تم إدخال البيانات ومعالجتها والربط بينها وتحليلها باستخدام أدوات التحليل الملحقة للبرنامج والخروج بالخرائط والأشكال المختلفة التي تخدم الدراسة. وتوصلت الدراسة إلى أن عدد الحاويات الحالية يعد كافيا عند تفريغها يوميا وإجراء الصيانة اللازمة واستبدال التالفة منها، إلا أن توزيعها المكاني لا يتناسب مع كمية النفايات المنتجة في بعض الأحياء، كما هو الحال في حي رأس العين إذ شكلت الحاويات الحالية حوالي 53% من عدد الحاويات اللازمة للتخلص من النفايات المنتجة . وأشارت نتائج التحليل أن التوزيع الحالي للحاويات في منطقة الدراسة يتخذ نمطا متجمعا يتجه نحو العشوائية، وما يؤكد ذلك وأن حوالي 76% من عدد الحاويات تنتشر على 28% فقط من مساحة منطقة الدراسة، وهذا راجع إلى غياب التخطيط وعدم اتباع أية معايير عند توزيع الحاويات. وقد أوصت الدراسة بالعمل على توزيع الحاويات بشكل متوازن يتلاءم مع كمية النفايات المنتجة لكل منطقة مع مراعاة طبيعة الأنشطة الاقتصادية والنمو السكاني المستقبلي. كما أوصت بضرورة إدخال تقنية نظم المعلومات الجغرافية (GIS) في إدارة النفايات الصلبة بشتى جوانبها ومراحلها، وتأهيل الكوادر البشرية لتصبح قادرة على التعامل مع التقنيات الحديثة وإعداد خطط استيراتيجية تمثل قاعدة بيانات شاملة بناءً على أسس علمية سليمة.