Discussion Committee:
د. نظام عزت العباسي - رئيساً
د. كمال عبد الفتاح - عضواً
د. محمود عطا الله - عضواً
د. جمال جوده - عضواً
Abstract:
تنبع خصوصية البحث في الاستيطان في منطقة نابلس، من خصوصية المنطقة ذاتها، التي تشكل أكبر تجمع سكان فلسطيني، وأكبر مساحة في محافظات الوطن. والمقصود بمنطقة نابلس، تلك المنطقة التي تضم بالإضافة إلى محافظة نابلس الحالية، كل من محافظة سلفيت، ومحافظة طوباس، حسب التقسيم الاداري للسلطة الوطنية الفلسطينية. اتخذت السلطات الإسرائيلية إبان حكمها لهذه المنطقة من العام 1967 عدة إجراءات إدارية وتدخلات في حياة المواطنين أخلت في البنية المجتمعية لهذه المنطقة، من ضمنها سلخ بعض القرى والبلدات والمواقع عن نابلس إداريا وإلحاقها بمحافظات أخرى قريبة، مثل: جنين، وطولكرم. وصل عدد سكان المنطقة من الفلسطينيين حتى نهاية العام 1997إلى 377149 نسمة، يسكنون 118 تجمعا سكانيا. واستوطن في المنطقة بعد حرب حزيران في العام 1967 وحتى العام 1998 ما يقارب 54000 نسمة من المستوطنين، سكنوا 55 مستوطنة، وقد شكل المستوطنون ما نسبته 16% من نسبة السكان الفلسطينيين في المنطقة، في حين شكل عدد المستوطنات المقامة على أراضي المنطقة ما نسبته 45% مقارنة مع عدد التجمعات السكانية الفلسطينية في المنطقة. وبلغت المساحة المسيطر عليها من قبل المستوطنات الإسرائيلية في المنطقة 31078 دونم، وهذه المساحة هي مساحة الأراضي المقامة عليها المباني العمرانية للمستوطنات، تشكل ما نسبته 2% من مساحة منطقة نابلس لكن المساحة المسيطر عليها لصالح الاستيطان وعبر أساليب وحجج مختلفة تبلغ 643420 دونم، أي ما نسبته 43.6% من مساحة المنطقة. لقد غلف الاستيطان من منطقة نابلس بدوافع توراتية وتراثية وتاريخية، حيث اعتقدت الحركة الاستيطانية أن لنابلس ومنطقتها أهمية نابعة من العقيدة اليهودية الدينية، من أجل ذلك أورد منظرو الاستيطان وواضعي سياساته مصوغات تراثية لوجود كل مستوطنة ونسبوها إلى نصوص توراتية أو تاريخية موجودة في العقيدة اليهودية والصهيونية. لذا وضعت الدولة الصهيونية الخطط والمشاريع الاستيطانية لتنفيذ هذا الاستيطان على أرض المنطقة ابتداء من مشروع إيغال ألون، ومشروع ديان، وخطة حركة غوش أومونيم، وخطة دروبلس، ومشروع شارون، وقد تم تنفيذ هذه المشاريع الاستيطانية ضمن أشكال استيطانية مختلفة، منها ما أخذ شكل مستوطنات الخطوط المتوازية، ومستوطنات الخطوط العرضية المتقاطعة، ومستوطنات السيطرة على مفارق الطرق الرئيسة في المنطقة. ومرت نشأة وتطور هذا الاستيطان عبر عدة مراحل، منذ العام 1968 كان أولها مستوطنة شبه عسكرية في عين البيضاء بأراضي بردلة من أراضي طوباس. وبعد حرب تشرين تبلور الفكر والحركات الاستيطانية التي دعت للاستيطان قرب التجمعات السكانية في المنطقة. لقد انتهجت الحكومات والحركات الاستيطانية الاسرائيلية عدة طرق وأساليب للسيطرة على المنطقة والاستيلاء على أراضيها تمثلت في الدعم الحكومي غير المحدود لحركة الاستيطان، وبمصادرتها آلاف الدونمات تحت ذرائع وحجج مختلفة. هذه الأساليب القهرية في الاستيلاء على الأرض دعت الفلسطينيين لرفضها ومقاومتها، ضمن أساليب ووسائل مختلفة، بدأـ في مقاومة وجود أول نواة استيطانية في سبسطية، وفي أراضي روجيب في العالم 1974، ثم تطورت حركة المقاومة على امتداد سنوات الاحتلال كما وأخذت أشكالا وأبعاداً مختلفة كما يوضحها هذا البحث.
بيت فوريك – نابلس في 1/5/2000