شهدت فلسطين خلال عدة سنوات مشكله حقيقيه في مصادرها المائيه ويعود السبب في ذلك لعدة عوامل تتمثل بالعوامل الإجتماعية, الإقتصادية, المناخية والسياسية , لعدة سنوات ماضيه اعتمد الفلسطينيون طرق مختلفه لتخفيف مشكلة ندرة المياه, لكن لم تدرك أي طريقه سابقه أهمية تقييم وإدارة كميات المياه المستخدمه في عملية إنتاج منتج معين وهو مايسمى بمفهوم المياه الإفتراضية.
اقتصرت هذه الأطروحه التركيز على محافظات الضفة الغربية, وتلخصت أهدافها في تطبيق مفهوم المياه الإفتراضية كوسيلة حديثة لإدارة وتخفيف ندرة المياه, كما قدرت كميات المياه الإفتراضية للمنتجات الزراعية والحيوانية الرئيسة المنتجة محليا في محافظات الضفة الغربية, وقارنت الجدوى الإجتماعية-المالية لإنتاج المنتجات الزراعية محليا مقابل الإستيراد, أخيرا اقترحت خطة زراعية لإستخدام المياه بالطريقة الأفضل ضمن سيناريوهيين متوقعين للمياه.
النهج الأساسي المتبع في هذه الأطروحه تمثل ب جمع بيانات وإستخدامها كمدخلات رئيسه لبرامج الكمبيوتر التحليليه المستخدمه وهماExcel and CROPWAT .
تبين من نتائج الأطروحه أن هناك محاصيل رئيسيه تنتج في الضفة الغربية بقيم مياه افتراضية مرتفعة وهذه المحاصيل تمثلت ب البندوره المزروعة في البيوت المحميه (750-1300م3/دونم), اللوزيات (850-1100م3/دونم), التمر (850-1500 م3/دونم), الموز (2000م3/دونم), الحمضيات (700-1200 م3/دونم), مانجو (1200 م3/دونم), الأفوكادو(800-900 م3/دونم), الجوافه (800-900 م3/دونم), العنب (700-940 م3/دونم), في حين أن بعض المحاصيل الرئيسيه الأخرى المنتجه في الضفة الغربية شهدت قيم مياه إفتراضية منخفضة مثل, البطاطا (250-500 م3/دونم), الزهرة (150-500 م3/دونم), الملفوف (200-600 م3/دونم), البصل (300-470 م3/دونم), البطيخ (200-400 م3/دونم).
محافظتي طولكرم وقلقيليه كانتا من المحافظات الرئيسية المنتجة للمحاصيل التي شهدت عجزا في (2012) و بأقل مياه إفتراضية مقارنة بباقي المحافظات, حيث تقدر قيم المياه الإفتراضية في محافظة طولكرم للبطاطا,البصل, البطيخ, والبرتقال ب740,343,326,260 على التوالي , وتقدر ب 967.6,740.3,343,260 للبطاطا, البطيخ, البرتقال, الكالمنتينا والدراق المنتجة في محافظة قلقيليه على التوالي, في كل من المحافظتين اعتمد مبدأ الإستبدال والذي يقوم على إستبدال الفائض وبمياه افتراضية عالي بمحاصيل العجز ذات المياه الإفتراضية المنخفضة, وقد تبين أن إنتاج العجز محليا مهما تفاوت سعر كوب الماء من (0,580-0,994 $/م3), (0,580-0,718$/م3) في طولكرم وقلقيليه على التوالي يحمل أثر إيجابي على معدل العمالة ( إحدى الجوانب الإجتماعية), ويحقق جدوى مالية أفضل مقارنة بالإستيراد.
تم تقدير المياه الافتراضية للثروة الحيوانية من خلال التركيز على الحيوانات الرئيسة التي يتم تربيتها في محافظات الضفة الغربية, وقد تبين أن محافظة الخليل تحتاج إلى أقل قيمة مياه افتراضية لإنتاج العجول, البقر الحلوب, الماعز, الأغنام ومنتجاتها , وتبين أن المواشي لاتعتمد بشكل رئيسي في قيمة المياه الإفتراضية على الموارد الفلسطينية فقط بل إن معظم المياه الإفتراضية في غذائها يتم استيراده, في حين أن مياه الشرب والخدمة وبعض الأنواع القليلة جدا من الغذاء تعتمد على المصادر المائية الفلسطينية ’ هذه الأطروحة عرضت كل من المياه الإفتراضية المحلية باستثناء المياه الإفتراضية للأعلاف المستورده, والمياه الإفتراضية الكلية والتي تشتمل على المياه الإفتراضية للأعلاف المستورده, تركيز الدراسة الأكبر كان حول المياه الإفتراضية المحلية.
نتائج المياه الافتراضية المحلية أي المعتمده على المصادر المائية الفلسطينية في التربية تلخصت ب 2349,2082,161,128م3/طن للأغنام,الماعز,العجول, والأبقار الحلوب التي يتم تربيتها بالخليل على التوالي.
وتتمثل قيمة المياه الإفتراضية ب 3577,3500,2197,1973 م3/طن للأحشاء, الجلد, الذبيحة , ولحم العجول على التوالي, في حين تبلغ 606,89,370,358,312 م3/ طن للأحشاء, اللحم, الجلد , الحليب , وذبيحة البقر الحلوب على التوالي, لذبيحة الأغنام , الأحشاء و الجلد تقدر ب 202,126,211م3/طن على التوالي, أخيرا للحوم الماعز والجلد 398,277م3/طن على التوالي.
تبين أن محافظة رام الله تنتج الدجاج البياض بأقل قيمة مياه إفتراضية وتتمثل ب 0,15,10,13,29 م3/ طن للحوم, ذبيحة, البيض , والدجاجه حيه على التوالي .
في الخليل ونابلس ورام الله كانت نتائج المياه الافتراضية المحلية 7م3/طن و8 م3/طن للدجاجه اللاحمة ولحمها على التوالي.
النتيجة الرئيسية في هذه الدراسة تمثلت في أهمية أخذ مبدأ المياه الإفتراضية وجانب التحليل المالي والإجتماعي بعين الإعتبار لتقييم إستراتيجيات الإنتاج الحالية والتي في معظم حالاتها بحاجة لتعديل, ولتحسين أي إستراتيجية إنتاج تطويرية مستقبلية لتحقيق إدارة أفضل لمصادر المياه وتخفيف ندرتها في الضفة الغربية.